سر اعلان الحرب على اسرائيل
سر اعلان الحرب على اسرائيل
ما ساتحدث بها تاليا لا يخرج عن كونه اجتهادا تحليليا متقدما لما يدور في الصالونات السياسية مؤخرا ولما صدر عن جلالة الملك من تهديد لاسرائيل وما طالب به معظم النواب الاردنيون بخصوص طرد السفير الاسرائيلي واعادة السفير الاردني من تل ابيب واعتقد هنا اننا لم نكن في يوم من الايام دولة ثورية تلجأ للتهديد بشن حرب على اي بلد اخر ولم نعتاد على هذا الاسلوب من قبل بل على العكس كانت قد حدثت لدينا امور اكثر تعقيدا حينما قام اليهود بتدنيس المسجد الاقصى مرارا وتكرارا وحينما تم اجتياح غزة وقصفها بالطيران مرارا ايضا واحداث كثيرة صدرت عن اليهود سببت غليانا للشعب الاردني قاطبا الا ان الحكومة لم تحرك ساكنا ولم يصدر عنها اي شيء يتناسب مع ضخامة تلك الاحداث سوى الاستنكار والتنديد اما ان يصدر بيان مفاجئ عن مجلس النواب يطالب بطرد السفير الاسرائيلي فهذا امر لا ينطوي على اي انسان يفكر بنسبة متوسطة وفي هذا السياق اعتقد ان الانقلاب السياسي الاردني اتجاه اسرائيل جاء بموافقة ومباركة من كل من اسرائيل نفسها وامريكا بهدف تنفيذ الخطط التي كانت مطروحة على الساعة منذ زمن وتم رفضها والتعامل معها من قبل الشعب الاردني فقضية الوطن البديل والكنفدرالية الاردنية الفلسطينية تم رفضها بشكل علني من جميع اطراف المعادلة السياسية وعليه وكنوع من الالتفاف على ارادة الشعب يبدو ان هنالك مشروعا ثلاثيا سيفتعل حربا وهمية تبادر بها الاردن لشن هجوم على اسرائيل ونتيجة لهذه المسرحية يتقهقر الجيش الاسرائيلي امام القوات المسلحة الاردنية بعض الشيء وتتدخل الولايات المتحدة الامريكية وتنحاز الى الاردن بفعل اتفاقية الدفاع المشترك التي وقعت للبوابة الشرقية من الاردن ويتغنون بها وعليه وبموجب هذه الاحداث نصل الى الحلقة الاخيرة من فرض سيناريو الشرق الاوسط الجديد حيث يتم تقسيم سوريا والعراق واعادة توزيعهما من جديد اما فيما يتعلق بالجبهة الاردنية فيتم بموجب تلك المجريات ضم الضفة الغربية الى الاردن وفرض الكنفدرالية الاردنية الفلسطينية وبالتالي يصبح الوطن البديل امرا واقعا لا محالة اما فيما يتعلق بحركة حماس وحزب الله فالله وحده اعلم بالمستقبل الذي سيؤول اليه ذلك الحزبين شئنا ام ابينا وهذا يؤكد ان ما قام به النواب لا يغدو عن كونه سلوكا موجها لمعظمهم وركب في ذلك المركب بعض النواب الوطنيون لجهلهم بما يجري من وراء الكواليس ولكي يحافظوا على قواعدهم الشعبية كون الموضوع يتعلق بطرد السفير الاسرائيلي لان اي نائب لا يصوت مع هذا القرار فسيتم وضعه على القائمة السوداء من قبل الشعب , ان الشعب الاردني كان ينتظر من جلالة الملك اعلان الحرب على الفاسدين اولا وتطهير الاردن منهم مما سيؤدي الى تحصين الجبهة الداخلية وبعد ذلك يتم الانتقال الى اي اتجاه يرغب به جلالة الملك اما ان نهدد بشن حرب على اسرائيل ونحن ما زلنا نعتصم في الشوارع ولدينا مجلس نواب لم تأتي به الصناديق ولا يمثل اكثر من سدس المجتمع الاردني فلا اعتقد ان هذه التركيبة السياسية قادرة على تحقيق اي تقدم عسكري حتى ولو كان العدو هزيلا وليس اسرائيل
ان السياسة الاردنية ما زالت لا تحترم عقول الشعب الاردني وتنظر اليه بازدراء واستخفاف وانني اود ان اؤكد للساسة الاردنيون بان الشعب الاردني الان ليس هو الشعب قبل عشر سنوات هو قادر على تمييز الغث من السمين ويستطيع قراءة الخط الممحي وما اسهل من تناقل الاخبار والتي تجري داخل القاعات المغلقة والاسوار المرتفعة لذلك اجدر بالساسة ان يعيدوا النظر في تعاملهم مع هذا الشعب وان ينفتحوا عليه بصدق وامانة ونزاهة وبهذه الطريقة الوحيدة يستطيعون امتلاك قلوب وعقول هذا الشعب
كفانا استخفافا واستهتارا واخفاء للحقيقة فها هو رئيس الوزراء يعلن في تركيا ويتمنى على العرب ان يستفيدو من طريقة الاصلاح السياسي في الاردن وكأنه يعيش في بلد اخر غير الاردن فقد دعاني حديث دولة الرئيس للبحث في اطلس الدول العربية عن دولة اخرى اسمها الاردن لكي نستفيد من ذلك النموذج الاصلاحي ونطبقه على انفسنا ولكنني لم اجد سوى اردننا الغالي والذي نعتز به وسنبقى كذلك سائلا العلي القدير ان يحمي الاردن ويحمي الشعب ويلهم الساسة الاردنيون طريق الصدق والنزاهة والامانة انه نعم المولى ونعم النصير
العميد المتقاعد
بسام روبين