38 مليار دولار لإسرائيل
خلال 43 عاماً الماضية تجازوت مساعدات أميركا لإسرائيل 100 مليار دولار. وخلال عشر سنوات تنتهي في نهاية 2017 سوف تبلغ مساعدات أميركا لإسرائيل 30 مليار دولار. وخلال عشر سنوات تبدأ في أول 2018 سوف تبلغ مساعدات أميركا لإسرائيل 38 مليار دولار، أي بزيادة 25% عما كان عليه الحال.
الاتفاقية الأخيرة بمبلغ 38 مليار دولار في عشر سنوات، أو 8ر3 مليار دولار سنوياً، يبدأ تطبيقها بعد سنة ونصف، وقد عقدتها إدارة الرئيس أوباما في أيامها الأخيرة، بالرغم مما يقال عن حساسية العلاقات التي تربط اوباما برئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، وكأنه يريد لهذه الصفقة أن تسجل في تاريخه الشخصي كأحد الإنجازات.
هناك شروط قبلت بها إسرائيل، وهي أن تتعهد بعدم الذهاب إلى الكونجرس مباشرة لطلب مساعدات استثنائية من وراء ظهر الرئيس الأميركي، ولكن الشرط الأهم أن يتم تقديم هذه المساعدات بشكل أسلحة ومعدات عسكرية من المصانع الأميركية، بمعنى أن دولاراً واحداً لن يغادر أميركا باتجاه إسرائيل، ولكن أميركا سوف تقدم كل ما يحتاجه جيش (الدفاع) الإسرائيلي لمدة عشر سنوات قادمة ليظل متفوقاً على الجيوش العربية منفردة ومجتمعة.
إسرائيل تتظاهر بأنها غير راضية عن هذه الصفقة، وأنها تستحق مبلغاً أكبر، لأن قيمة خدماتها الاستراتيجية لأميركا تفوق هذا المبلغ!!.
ليس هناك جديد في مجال تقديم مساعدات أميركية سخية لإسرائيل بالرغم من تمرد رئيسـها على الإدارة الأميركية. الجديد هو الالتزام طويل الأجل، والذي يعني أن هناك ثقة مطلقة بأن إسرائيل ستظل الحليف المؤبد لأميركا، وحاملة طائرات أميركية متقدمة.
لا بد من ملاحظة أن هذه المنحة الاميركة الهائلة إنما تقدم لجيش احتلال، يتمرد على القانون الدولي، ويحكم قبضته على الشعب الفلسطيني الأعزل، مما يخالف ما يقال عن القيم الأميركية العالية وفي المقدمة حرية الشعوب وحق تقرير المصير.
من ناحية أخـرى فإن أميركا لم تضع أية شروط على سلوك إسرائيل، وكانت تستطيع بالمناسبة أن تلزمها بوقف الاستيطان، وتطبيق حل الدولتين، وإحياء عملية السلام، ولكنها لم تفعل، ومن يدري فقد تكون إسرائيل هي التي فرضت شروطاً على سلوك أميركا في الشرق الأوسط!