عاجل

مهارتك اليوم.. مستقبلك غدًا: تجربة كلية السلط التقنية

كتب. خليل قطيشات

حين تنظر إلى كلية السلط التقنية في جامعة البلقاء التطبيقية، ترى أكثر من بناء جامعي؛ ترى انطلاقة نحو عصر جديد، حيث لا يُختار التعليم لأنه مجرد امتحان، بل لأنه طريق حقيقي لبناء قدرات تلمس الواقع. هنا تتمازج النظرية مع التطبيق، وتنبض المختبرات بالحياة كما لو أنها ورشة عقول المستقبل.
في هذه الكلية التقنية، التي كانت أول كلية بوليتكنيك في محافظة البلقاء، وضعت الجامعة تخصصات مبتكرة بعد دراسة عميقة لسوق العمل: من أنظمة ذكية وأمن المعلومات إلى الذكاء الاصطناعي والطاقة ومعالجة المياه وهندسة الأبنية الذكية. والجميل أن التخصصات ليست نظرية فقط؛ فخطة كلية السلط التقنية تُشبّع الطالب بمساقات مثل البرمجة بلغة البوم نتحدث عن Python والحوسبة السحابية، أمن الشبكات، إنترنت الأشياء وتحليل البيانات الضخمة.
التحول الأهم هو في رؤية الكلية ورسالتها: أنها لا تكتفي بتوفير شهادة، بل تطمح لخلق خريج قادر على خدمة المجتمع والتفاعل مع الصناعة مباشرة، من خلال شراكات قوية مع القطاع الخاص وتدريب ميداني يُنمي المهارات.
ومع استحداث التخصص الأحدث للدبلوم المتوسط في تكنولوجيا الطاقة الشمسيةبدءًا من العام الجامعي 2025/2026، يكون المستقبل قد أعلن عن نفسه: الطاقة المتجددة أصبحت مجالًا مفتوحًا للطلبة الذين يرغبون أن يكونوا جزءًا من التحول نحو اقتصاد نظيف ومستدام.
إنك حين تلتحق بهذا الطريق، فأنت لا تضيّع الوقت، بل تستثمره: كل ساعة دراسة في مختبر، كل مشروع تطبيقي، وكل تدريب عملي، هي خطوة نحو أن تكون من أبناء الجيل القادر على فهم ثورة الذكاء الاصطناعي، وتحويل البيانات الضخمة إلى أفكار تغير العالم.
لننظر إلى هذا النموذج العربي الناجح: الشباب العرب الذين دخلوا مجالات التقنية وصاروا يبتكرون شركات ناشئة في الذكاء الاصطناعي أو تطبيقات الطاقة الذكية، هم أنفسهم أولئك الذين آمنوا بأن التعليم التقني ليس مجرد خيار ثاني، بل هو بوابتهم للقيادة.
الطالب اليوم أمام خيار ليس فيه تنازل عن الطموح، بل فيه شجاعة لبناء مهارة. أمامك كلية تمنحك المعرفة اللازمة والعين التي ترى في التكنولوجيا ليست مجرد أدوات، بل فرصة لصناعة مجتمع قوي ومتقدم. المستقبل لمن يفهم الثورة الرقمية، لمن لا يرضى بأن يكون متابعًا فقط، بل فاعلًا ومبدعًا.
إذا كنت تبحث عن مسار يمنحك عمقًا نظريًا وقوة تطبيقية، فرص توظيف حقيقية، وإمكانية أن تكون جزءًا من التحول الوطني والدولي نحو التقدم التقني، فكلية السلط التقنية هي المكان الذي تستحق النظر فيه. هنا يُصاغ غدك بمهارة، وهنا تبدأ قصة نجاحك.
وهناك، في كواليس هذا التحول، يقف نائب الرئيس للشؤون الأكاديمية الدكتور زيد العنبر لا كخطيب يوزع الوعود، بل كمهندس بنسج التغيير بخيوط الرؤية والصبر، يؤمن أن التدريس والتطوير ليس تقليدا، بل تخليقا، وأن المستهدف ليس متلقيا، بل مشروع إنسان منتج، يفكر ويبدع ويقود.

معصرة الخير والبركة