إدارة القلق والتوتر في بيئة العمل
بقلم: الدكتورة نوال محمد نصير
يُعتبر القلق والتوتر في بيئة العمل من القضايا النفسية الأكثر شيوعا بين الموظفين في العصر الحديث، نظرا لتزايد الضغوط المهنيه، وتعدد المسؤوليات، وتسارع التغيرات التنظيمية. فالقلق هو شعور داخلي بالخوف من المجهول أو القصور في الأداء، بينما يُعد التوتر استجابة جسدية ونفسية للمواقف الخارجية الضاغطة التي تتجاوز قدرة الفرد على التحمل.
مع استمرار الضغوط العملية اليومية، يواجه الموظف صعوبة في التركيز وتؤثر في جودة أدائه، وقد تؤدي إلى الإرهاق النفسي والجسدي في حال عدم التعامل معها بوسائل مناسبة. ومن أهم أسباب القلق والتوتر في العمل: ضعف التواصل مع الإدارة، ، زيادة المهام وقلة الوقت، عدم وضوح الأدوار الوظيفية.
من هنا اصبحت ادارة القلق والتوتر احدى المهارات الاساسية التي لا غنى عنها في بيئة العمل الحديثة. على المستوى الشخصي، يمكن للموظف تقليل التوتر من خلال إدارة وتنظيم وقته، والتمتع بفترات راحة قصيرة، وممارسة تمرين التنفس، والحفاظ على التوازن بين الحياة المهنية والشخصية. أما على الجانب التنظيمي، فعلى الإدارات أن توفر بيئة داعمة يسودها الاحترام، وتنفيذ برامج تدريبية حول التعامل مع ضغوط العمل.
من خلال تجربتي الشخصية، لاحظت ان الموظفين الذين يلتزمون بادارة وتنظيم وقتهم وممارسة النفسية الايجابيه يقدمون أداء أفضل ورضا وظيفي أعلى.
ختاما، تعتبر ادارة القلق والتوتر مسؤولية مشتركة بين الموظف والقيادة وليست عبئا على الفرد وحده. فالمؤسسات الناجحة تدرك أن توفير بيئة مريحة للموظف بعتبر استثمار في تحسين جودة العمل وتحقيق النتائج المرجوة.