حوادث الدهس تهدد الأطفال – جمعية الوقاية من الحوادث تحذر: 80% من الضحايا أطفال
كشف تقرير صادر عن إدارة السير المركزية أن حوادث الدهس شكلت 36.8% من مجموع الحوادث المميتة خلال عام 2024، في مؤشر يعكس تصاعد الظاهرة، وسط توقعات بارتفاع النسبة خلال العام الجاري.
وفي تعليقه على الأرقام، قال رئيس الجمعية الأردنية للوقاية من حوادث الطرق، المهندس وفائي مسيس، إن المؤشرات “مقلقة للغاية”، مؤكدا أن حوادث الطرق ما زالت السبب الأول لوفيات الأطفال في الأردن من سن الولادة حتى 17 عاما.
وفيات الدهس ترتفع.. والأطفال في صدارة الضحايا
وخلال مداخلة هاتفية في برنامج “أخبار السابعة” على قناة رؤيا، أوضح مسيس أن عدد وفيات الدهس ارتفع من 219 حالة في عام 2023 إلى 230 في عام 2024.
وأشار إلى أن الأطفال يشكلون الفئة الأكثر تضررا، إذ سجلت 230 وفاة لأطفال العام الماضي، بينهم 192 ضحية دهس من فئة المشاة، لافتا إلى أن هذه الأرقام “تعكس الواقع الميداني”، مستشهدا بوفاة طفلة دهسا يوم أمس في منطقة الكريمة بالأغوار الشمالية.
السرعة وغياب الوعي.. السبب الرئيس للكارثة
وعن أسباب ارتفاع حوادث دهس الأطفال، بين مسيس أن المشكلة تتكرر يوميا أثناء ذهاب الأطفال وعودتهم من المدارس أو لعبهم في الشوارع الفرعية، مشددا على ضرورة توعية الأهالي لأبنائهم لاستخدام ممرات المشاة والجسور المخصصة.
وأضاف أن السائق يتحمل العبء الأكبر في حماية المشاة، قائلا: “السائق هو المتحكم بالمركبة، وهو من يرى الطفل أمامه، وبالتالي تقع عليه المسؤولية الأكبر”.
وانتقد مسيس تحديد السرعة القصوى في الشوارع الفرعية بـ 40 كيلومترا في الساعة، واصفا إياها بأنها “مرتفعة في المناطق السكنية”، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة أوصت منذ عام 2020 بخفض السرعات في مثل هذه المناطق. وأكد أن السرعة الزائدة هي المسبب الأول لوفاة الأطفال في حوادث الدهس.
تراجع طفيف في الوفيات وارتفاع في الإصابات والحوادث
وأشار رئيس الجمعية إلى أن عام 2024 شهد تراجعا طفيفا في إجمالي الوفيات المرورية مقارنة بعام 2023، قابله ارتفاع في الإصابات والحوادث الإجمالية، وفق الأرقام التالية:
عدد الوفيات الكلي: 543 وفاة (بانخفاض 12 حالة عن العام السابق).
الإصابات البليغة: ارتفعت من 800 إلى 850 إصابة.
إجمالي الحوادث: ازداد من 170 ألفا إلى 190 ألف حادث.
وأرجع مسيس هذا التراجع النسبي إلى زيادة الالتزام بحزام الأمان بعد تطبيق قانون السير الجديد، مؤكدا أن “الطريق ما زال طويلا نحو تحقيق السلامة المرورية المستدامة”.
وضع “معتدل” يحتاج لتكثيف الجهود
وختم المهندس وفائي مسيس حديثه بوصف الوضع المروري في الأردن بأنه “معتدل”، لكنه شدد على أهمية تكثيف الجهود بين أمانة عمان ووزارة الأشغال والجمعيات التطوعية للحد من الحوادث، خصوصا بين الأطفال والمشاة.