عاجل

الملك يقلق… لكنه لا يخاف إلا الله

 بقلم: د. نوال محمد يوسف نصير
قالها جلالة الملك عبدالله الثاني بصدق: «يقلق الملك، لكنه لا يخاف إلا الله، وفي ظهره أردني» فقد كانت تلك عبارة تحمل أكثر من رسالة عابرة، بل نموذجاً لخطاب القيادة الذي يمزج بين المسؤولية والشفافية، وبين القلق الطبيعي والموقف الحازم. في هذه المقالة نتناول ثلاث زوايا رئيسية لهذه المقولة: أولاً، معنى القلق في القيادة، ثانياً، الإيمان بأن الخوف مقصور على الله، ثالثاً، رسالة القوة التي يُوجها الملك للمواطن والمؤسسة.
ماذ يعني القلق في القيادة؟
قلق القائد لا يعني ضعفاً بل يعكس احساس صادق بالمسؤولية تجاه وطنه وشعبه، وهو اعتراف بواقع الدولة وتحدياتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية من هذا المنطلق، يُعد القلق دافعاً وليس عائقاً. فالقيادة التي لا تشعر بقلق تجاه مصير شعبها قد تفقد صلتها بالمواطنين. بهذا المعنى، عبارة (يقلق الملك) تعتبر توضيحاً بأن القيادة حاضرة، واعية، بعيده عن هموم الناس، ولا منفصلة عن الواقع.
لكنه لا يخاف إلا الله – الإيمان مصدر القوة
ثم تتحول العبارة إلى مستوى أخلاقي وروحي: (لكن لا يخاف إلا الله). هذه الجملة ترسم حدود الخوف: الخوف ممن؟ من ماذا؟ هل من التحديات، الظروف، الضغوط؟ لا. فالخوف الوحيد هو الخوف الإيماني، الذي يُعد بمثابة المسؤولية الكبرى. بمعنى آخر، القيادة لا تستسلم للخوف، بل تخضع أمام الله – وهذا موقع قوة لا ضعف. إنه إعلان بأن القرار الشجاع والمبادرة لا ينبعان من الغياب عن القلق، بل من التغلب عليه، ومن وجود شعب صادق خلف قيادته يولد الثقة.
وفي ظهره أردني – التكامل الوطني
موضحه أن أي قيادة لا يمكنها الصمود الا بوجودشعب متماسك خلفها. إن الملك لن يخاف إلا الله لأنه يعلم أن خلفه شعبٌ قوي، ومؤسساتٌ صامدة، وأردنٌ يُدعمه. هذه العبارة تُرسّخ فكرة أن الوطن ليس مُلكاً لمَنْ يجلس على العرش فقط، بل هو سياسة ومجتمع وشراكة. القيادة تشعر بالقلق، لكنها تثق في الأردنيين. وهذا التوازن بين شعور القلق والثقة بالجمهور يُعد عنصرَ استدامة في المسار الوطني.
الخاتمة
العبارة تعكس اسلوب القيادة الأردنية : القلق موجود، لكن الخوف الوحيد هو من الله، والقوة الحقيقية تأتي من تلاحم الشعب خلف قيادته.