العامل الأردني… الجندي المجهول في معركة التغيير
بقلم: الدكتورة نوال محمد نصير
الأردن، هذا الوطن المعطاء، لا يقوم فقط على مؤسساته الرسمية وقيادته الحكيةة والراسخة، بل على عصب أساسي قد لا يراه الكثيرون: العامل الأردني. ذاك الرجل أو المرأة الذي يقف يوميًا خلف مكتبه، في مدرسته، في مستشفاه، في بلديته، وفي كل موقع خدمة، ليحمل على عاتقه مسؤولية استمرار عجلة الوطن رغم ضيق الموارد وكثرة التحديات.
العامل الأردني في زمن الصعاب
في مواجهة جائحة كورونا، وعند كل أزمة اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية، كان العامل الأردني حاضرًا في الصفوف الأولى. لم يكن الأمر مجرد وظيفة، بل رسالة. فالمعلم الذي واصل تدريسه عن بُعد رغم ضعف الإمكانات، والطبيب والممرض الذين ضحوا براحتهم وصحتهم لإنقاذ الأرواح، وعامل البلدية الذي عمل ليلًا ونهارًا ليحافظ على نظافة المدن… كلهم كانوا صفًا واحدًا يحمي الوطن.
الأزمات كشفت أن العامل الأردني ليس مجرد منفذ للتعليمات، بل شريك أساسي في صناعة القرار من خلال خبرته الميدانية، واقتراحاته العملية، وقدرته على التكيّف بسرعة مع الظروف الطارئة.
ومن خلال عملي كموظفة إدارية في إحدى المؤسسات الحكومية الأردنية، أرى كيف ينعكس صمود العامل الأردني في تفاصيل يومه من التزامه بالدوام رغم الظروف التي تحيط به، الى حرصه على خدمة المراجعيين بروح ايجابية.
العامل الأردني… صورة وطن
وأرى أن العامل الأردني ليس فقط صورة الوطن أمام شعبه وأمام العالم. بل مرآته الصادقة التي تعكس صموده وأخلاقه واصراره في مواجهة المحن والتحديات، فابتسامته وهو يقدم الخدمة تعكس أخلاق الأردنيين، وصبره في مواجهة المحن والصعاب يجسد إرادة الدولة، وتفانيه في العمل يثبت أن حب الوطن ليس مجرد شعار بل ممارسة يومية.
نحو إدارة التغيير ببطولة يومية
إذا أردنا أن نُحدّث العالم عن قصة نجاح أردنية، فلن تكون فقط عن المشاريع الكبرى أو السياسات العامة، بل عن آلاف القصص اليومية لعاملين بسطاء، يحوّلون الصعوبات إلى نجاحات بصمت وإصرار.
إنهم الجنود المجهولون الذين قد لا تُذكر أسماؤهم في نشرات الأخبار، لكن بفضلهم يبقى الأردن واقفًا، قادرًا على مواجهة العواصف، وصنع مستقبل أفضل.