جو أكاديمي ومنصّة “عُلا”: قيادة التحول الرقمي في التعليم العربي
بقلم: المهندس علاء جرار الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس في شركة جو أكاديمي
وكالة الناس – يشهد قطاع التعليم العربي اليوم نقطة انعطاف حاسمة نتيجة التغيرات المتسارعة في تكنولوجيا التعليم واحتياجات الطلاب والمجتمعات. وفي هذا السياق، لم يعد السؤال يقتصر على: هل نحتاج إلى التعليم الرقمي؟، بل أصبح التحدي يكمن في: كيف نجعل التعليم الرقمي أداة فعالة لقيادة التنمية والابتكار؟
في منطقتنا، تتفاقم التحديات وتتنوع ما بين: تفاوت جودة التعليم، وضعف القدرة على الوصول، وغياب الأدوات المبتكرة، وغياب التكامل بين المدرسة وسوق العمل. ومع ذلك، فإن الفرصة لتحويل هذه التحديات إلى منصّة انطلاق متاحة، شريطة أن تقودها رؤية واضحة وحلول عملية تتجاوز “النقل الرقمي” إلى “التحول النوعي“.
هنا يبرز دور جو أكاديمي، التي بنت على مدار عقد قاعدة تضم أكثر من 2.2 مليون طالب، لتصبح التجربة التعليمية العربية الأوسع والأكثر تأثيراً. واليوم، نخطو في جو أكاديمي خطوة أبعد بإطلاق منصّة “عُلا: ULA” التي تعتبر بمثابة نظام تعليمي عربي متكامل يوظف الذكاء الاصطناعي، والمختبرات الافتراضية، وأدوات تعليمية ناطقة بالعربية، لتقديم مسارات تعلم فردية تلبي احتياجات كل طالب، وتتوافق مع المناهج الوطنية والامتحانات الرسمية.
“عُلا” ليست مجرد مكتبة محتوى رقمي؛ إنها تجربة متعددة الأبعاد:
- محتوى تفاعلي غني يعزز الفهم والتحصيل،
- فيديوهات تعليمية مدعومة بالذكاء الاصطناعي،
- مختبرات واقع افتراضي تحاكي التجارب العملية،
- أدوات تحليل لحظية للمدارس والمعلمين لاتخاذ قرارات دقيقة،
هذه المنظومة تسهم في تعزيز الشمولية في التعليم، بجعل التعليم النوعي في متناول الجميع، أينما كانوا ومتى أرادوا، كما تمنح الطلاب ليس فقط أدوات للنجاح الأكاديمي، بل مهارات نقدية واستعداداً مبكراً لسوق العمل.
إقليمياً، تتماشى “عُلا” مع طموحات كبرى مثل رؤية السعودية 2030، التي وضعت التعليم الرقمي في قلب خططها التنموية. ومن خلال توسيع انتشار المنصة في السعودية والشرق الأوسط، نعمل على ترسيخ موقع المنطقة كمركز عالمي لإنتاج المعرفة والابتكار، وليس مجرد مستهلك لها.
إن التعليم الرقمي لم يعد خياراً ثانوياً، بل هو قضية سيادية ترتبط بمستقبل الشباب العربي وقدرته على المنافسة عالمياً، والاستثمار فيه اليوم يعني بناء أجيال أكثر إبداعاً، وأكثر استعداداً لريادة الغد.