ميناء العقبة يسجل أكبر حجم مناولة حاويات في تاريخه
وكالة الناس -سجل ميناء حاويات العقبة في شهر أيلول الحالي إنجازا جديدا ورقما قياسيا في حجم المناولة، حيث بلغ إجمالي الحاويات المناولة نحو 52,000 حاوية، محققا بذلك أعلى رقم شهري في تاريخ الميناء.
جاء هذا الإنجاز بعد تحقيق الميناء في أيار الماضي رقما قياسيا في حجم مناولة شهري، مما يعكس النمو المستمر في قدرة الميناء التشغيلية، وتُعد هذه الأرقام مؤشرا إيجابيا على تعزيز مكانة ميناء حاويات العقبة كأحد الموانئ الرائدة في المنطقة، وتُعزى هذه الإنجازات إلى التحديثات المستمرة في البنية التحتية والتكنولوجيا، بالإضافة إلى الشراكات الاستراتيجية مع شركات الشحن العالمية.
وفي متابعة لـ (الرأي) أكد رئيس مجلس مفوضي سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة “شادي رمزي” المجالي أن السلطة عملت على تطوير منظومة الموانئ، بما يسهم بشكل مباشر في رفع الطاقة التشغيلية والإنتاجية لكافة منظومة المدينة، ويسهل تدفق البضائع وسلاسل التزويد من المنطقة الاقتصادية الخاصة إلى مختلف المحافظات.
وأوضح أن السلطة اتخذت مجموعة من القرارات التحفيزية لزيادة حركة المناولة في منظومة الموانئ، بما يشمل وضع لائحة جديدة لتعرفة المناولة وتطوير نظام دخول وخروج الشاحنات إلى داخل المنطقة الاقتصادية الخاصة، الذي تُديره إحدى الشركات من القطاع الخاص.
وأشار إلى إنشاء بنية تحتية لوجستية داعمة، بما في ذلك مواقف ومساحات تخزين، لتخفيف الاكتظاظ وتسريع عمليات المناولة والدخول والخروج للبضائع والحاويات داخل المنطقة.
وبيّن المجالي أن هذه التحسينات تعزز كفاءة عمليات الموانئ وتدعم النمو الاقتصادي للعقبة، كما تسهم في تحسين تجربة المستثمرين والتجار وتعزيز مكانة العقبة كمركز تجاري ولوجستي إقليمي.
ومن جانبه قال نائب رئيس غرفة تجارة العقبة، أحمد الكسواني، أن العقبة شهدت خلال الفترة الأخيرة تحركات اقتصادية مهمة لتعزيز التعاون التجاري مع سوريا، من بينها عدد من الزيارات إلى دمشق، كان الهدف منها التعريف بالإمكانات التجارية واللوجستية التي تمتلكها العقبة، بما يشمل قطاع النقل والخدمات اللوجستية والمناطق الحرة والميناء.
وأوضح الكسواني أن هذه التحركات لم تكن بروتوكولية، بل تطرقت بشكل مباشر إلى الفرص والتحديات، خاصة في ما يتعلق بملف تجارة الترانزيت السوري عبر الأردن.
لافتا أن غرفة تجارة العقبة تابعت مع رئاسة الوزراء ومديرية الجمارك ضرورة الحفاظ على انسيابية حركة البضائع السورية عبر الميناء، مشددا على أهمية عدم رفع الرسوم على شحنات الترانزيت، لضمان بقاء العقبة مركزًا تنافسيًا للتجارة الإقليمية.
وأضاف أن النقاشات مع الجهات المعنية تناولت كذلك تطوير المناطق اللوجستية وعمل مناطق تخزين لوجستية مشتركةاردنية سورية في العقبة وتسهيل إجراءات العبور والمعاينة والتخزين، بما يقلل الوقت والكلف على التجار السوريين والأردنيين على حد سواء.
وأشار الكسواني إلى أن هذه الجهود انعكست بشكل مباشر على زيادة حجم المناولات في ميناء العقبة، لافتا إلى أن توسع تجارة الترانزيت مع سوريا رفع من حجم البضائع المتداولة عبر الميناء، وهو ما يشكل عاملا إيجابيا لدعم الاقتصاد الوطني وتنشيط القطاعات المرتبطة بالنقل والخدمات.
مؤكدا إن العقبة لم تعد مجرد ميناء بحري، بل تحولت إلى منصة لوجستية إقليمية، وأن تعزيز التعاون مع سوريا يعد فرصة استراتيجية لمضاعفة حجم المناولات وترسيخ مكانة العقبة كمركز تجاري محوري في المنطقة.
وفي سياق متصل قال رئيس لجنة نقابة أصحاب شركات التخليص في العقبة، محمد جلال، إن ميناء الحاويات يشهد في الأيام الأخيرة “ضغطا غير معتاد” نتيجة الارتفاع الكبير في أعداد الحاويات، خصوصا تلك الخاصة بالترانزيت، موضحا أن هذا الضغط انعكس مباشرة على سير العمل في قطاع التخليص.
وأوضح جلال أن الميناء يعمل حاليا بطاقته القصوى وهو انجاز وتحدٍ في آن واحد، حيث وصل عدد الحاويات في بعض الأيام إلى أكثر من 1200 حاوية، وهو رقم اعتبره إنجازا يعكس حيوية التجارة وتشجيع الاستثمار والسياحة في العقبة، لكنه في المقابل شكّل تحديا لجميع العاملين في القطاع.
وأشار إلى أن “قطاع التخليص يعمل في ظروف تتطلب جهدا مضاعفا”، وطالب جلال بضرورة فصل حركة الترانزيت عن الواردات المحلية، لتخفيف الضغط على الميناء وضمان انسيابية العمل، إلى جانب زيادة عدد النقلات الشهرية للشاحنات من 7 إلى 9 أو أكثر، بما يتناسب مع حجم المناولة المتزايد.
وأضاف: “هناك بعض التداخل في الإجراءات، والتنسيق بين الجهات المعنية يحتاج إلى تعزيز، لكننا نلمس جهودا لتحسين الوضع، ونتمنى أن تنعكس هذه الجهود قريبا على أرض الواقع بما يسهل سير العمل ويخدم جميع الأطراف”.
ويشار إلى أن رئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، كان قد أعلن أن ميناء الحاويات قد سجل خلال شهر أيلول أكبر مناولة في تاريخه، حيث بلغت نحو 52 ألف حاوية. جاء ذلك خلال اجتماع عقده أمس الأول بحضور الرئيس التنفيذي لشركة تطوير العقبة ومفوض الشؤون الاقتصادية والاستثمار، وعدد من المسؤولين التنفيذيين في شركة ميناء حاويات العقبة.
وأوضح المجالي أن الاجتماع بحث آليات عمل الشاحنات الناقلة للبضائع من الميناء إلى مختلف محافظات المملكة، مشيرا إلى أن منظومة العمل وسلاسل التوريد في الموانئ تسير بشكل اعتيادي وبكفاءة عالية، وما يواجهه الميناء لا يعدو كونه بعض القضايا التنظيمية المتعلقة بجدولة حركة الشاحنات.
وأشاد المجالي بجهود دائرة الجمارك في تنظيم العمل داخل المعابر، مبينًا أن التخليص اليومي يتجاوز 2000 حاوية، فيما يخرج من الميناء ما يزيد على 1200 حاوية، مؤكدا أن ذلك يسهم في دعم الاقتصاد الوطني، إذ ارتفعت حركة الصادرات وعمليات الترانزيت من الأردن من 6% بداية العام 2025 إلى 17% حتى نهاية أيلول الجاري.