( راية الوطن ) على طاولة صاحب الولاية
وكالة الناس – كتب .ماجد القرعان – سيدي صاحب الولاية رئيس الحكومة الدكتور جعفر حسان من المفهوم والمعلوم وفي جميع الدول أن حب الاوطان لا يتم فرضه بقرارات وتعليمات أو توجيهات أو بالتهديد والترغيب أو بفرض عقوبات مادية أو معنوية فهو أمر نابع من قناعة الفرد بوطنه وإحساسه بقدسية ذلك ما دام يشعر بالطمأنينة والعدالة المجتمعية واحترام الدولة لأبنائها وتوفيرها لهم متطلبات الحياة الكريمة دون تمييز وخلافه من المنغصات التي يكون سببها بالأغلب تغول مسؤولين على موارد الدولة وادارة شؤونها بقرارات الفزعة والمزاجية .
في الأردن نعيش حالة جدل واسعة حيال قرار رسمي بالزام المواطنين وضع سواري براية الوطن امام منازلهم دون تقديم إيضاحات مقنعة وطال الجدل علاقة ذلك بالانتماء وفضول لمعرفة صاحب الفكرة وكيف استطاع ترجمة فكرته لقرار رسمي وهل ذلك أولوية للخروج من أزماتنا الاقتصادية والسياسية والإجتماعية وكذلك لمواجهة التحديات الصعبة التي تتهدد مستقبلنا والكلف المالية التي سيتحملها المواطن من تجهيز السارية والمحافظة على ديمومتها لتبقى خفاقة التزاما بقيمة واهمية راية الوطن.
الملفت أن هذا الجدل الواسع الذي غصت به المنصات لم يجد آذان صاغية لترد وتوضح بموضوعية ومنطق وأكثر من ذلك تجاهل المخططين وصناع القرارت للعديد من المتطلبات الأساسية والتي في أغلبها تحتاج الى قرارات ادارية وترتيب أولويات وسن أو تطوير تشريعات .
لنقارن سيدي ما بين تفاعل المواطنين مع اعلان سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله بإعادة تفعيل برنامج خدمة العلم وتفاعلهم مع قرار الزامية نصب السارية ورفع الراية أمام منازلهم والذي ما زال مبهما لهم شخصية صاحب الفكرة وداعميها متسائلين في ذات الوقت عن دور مجلس الوزراء من جهة ودور مجلس الأمة بوجه عام في مناقشته والنواب بوجه خاص بصفتهم ممثلين للامة في السلطة التشريعية .
في تفاعلهم مع اعلان سموه بإعادة خدمة العلم شهدنا اجماعا وطنيا كبيرا مرحبين بهذه الخطوة الوطنية ومؤكدين بأنه مشروع وطني استراتيجي يترجم الرؤية الملكية لتعزيز الهوية الوطنية الجامعة وترسيخ قيم الانتماء والالتزام والانضباط وإكساب الشباب المهارات والمعرفة التي تمكنهم من المشاركة الفاعلة في التنمية وصناعة المستقبل وتعبر عن إدراك عميق لتحديات الشباب وطموحاتهم وتعكس الخطوة وعياً قيادياً لسموه بأهمية إشراك الشباب في مسيرة التحديث الشامل الذي يقوده جلالة الملك في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والإدارية وفي المقابل لم نجد من يدافع أو يؤيد ذلك القرار بل شهدنا انتقادات واسعة الى درجة الإستهجان بتعامل بعض صناع القرارات بمفاهيم الولاء والإنتماء وحب الأوطان .
سيدي صاحب الولاية الذي عُرف بحكمته وبعد نظره وصدق انتماءه عملا لا قولا أو شعارات وإيمانه المطلق بقيادة الهاشميين ورغبته الجامحة لترجمة مضامين كتاب التكليف الملكي السامي الى واقع يلمسه المواطنين ما زالت الكرة في ملعب الحكومة لتقول كلمتها في هذا الشأن .
واستدراكا لما تقدم تعلمون سيدي ان احد مأسينا في ادارة شؤون الدولة ان بعض المسؤولين يُفسرون العودة عن بعض القرارات الخاطئة أو التي لا تجد قبولا شعبيا أو يثبت عدم سلامتها هو ضعف في الأداء فيما المأثور الشعبي يقول ان العودة عن الخطأ وسوء الاجتهاد فضيلة والله من وراء القصد .