عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

موجة الحر القاسية: تحدٍّ صحي وإداري واقتصادي… وعمال الوطن في الصفوف الأمامية

بقلم: الدكتورة نوال محمد نصير

في هذه الأيام، يمرّ وطننا بموجة حر غير مسبوقة، تلامس درجات الحرارة فيها مستويات عالية تُنهك الأجساد وتثقل العقول. في خضم هذا الجو اللاهب، نجد أنفسنا أمام مشهد يستحق التأمل والتقدير؛ عمال الوطن الذين يواصلون عملهم تحت الشمس الحارقة، والموظفون الذين يسعون لأداء واجبهم رغم الإرهاق والتعب.

إن هذه الموجة ليست مجرد حالة جوية عابرة، بل هي امتحان حقيقي للقدرة على إدارة الوقت والموارد، واتخاذ القرارات التي توازن بين استمرار العمل والحفاظ على صحة الأفراد. فالحرارة الشديدة لا تؤثر فقط على الأداء البدني والنفسي، بل تمتد آثارها إلى الاقتصاد والإنتاجية، حيث قد يتسبب انخفاض الكفاءة وزيادة الإجازات المرضية في إبطاء عجلة العمل.

من الناحية الإدارية، تتحمل المؤسسات مسؤولية مضاعفة في مثل هذه الظروف، إذ يتعين عليها تعديل ساعات العمل، وتوفير أماكن مهيأة للتبريد، وضمان توفير المياه ووسائل الوقاية للعاملين. أما على الصعيد الفردي، فيجب علينا جميعًا الالتزام بالنصائح الصحية: شرب كميات كافية من الماء، تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس في أوقات الذروة، ارتداء الملابس القطنية الفاتحة، وتناول وجبات خفيفة وصحية تساعد على ترطيب الجسم.

اقتصاديًا، تُعتبر موجات الحر الطويلة مؤشرًا على ضرورة الاستثمار في بيئات عمل أكثر مرونة، واستراتيجيات إدارة أزمات الطقس، لما لذلك من أثر على استدامة العمل وتقليل الخسائر.

ختامًا، في ظل هذه الأجواء، يبقى الاحترام والتقدير لعمال الوطن واجبًا أخلاقيًا، فهم خط الدفاع الأول في الحفاظ على نظافة المدن وصحة المجتمع. ولنُدرك جميعًا أن التعامل الذكي مع موجة الحر هو مسؤولية مشتركة، تضمن سلامة الإنسان واستمرار عجلة الحياة.