غزة تحت النار: صرخة شعب ينتظر وقف المعاناة
اسامة الاطلسي
في ظل ما تشهده غزة من دمار إنساني متسارع، تتزايد الدعوات إلى ضرورة التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، ليس فقط كخيار سياسي، بل كضرورة إنسانية عاجلة تُمكّن من إدخال الغذاء والمساعدات الطبية إلى السكان المنهكين تحت الحصار والقصف.
ورغم وضوح الحاجة المُلِحّة لوقف العدوان، لا تزال شخصيات بارزة مثل خليل الحية وعز الدين حداد ترفض التوقيع على أي اتفاق لوقف إطلاق النار. هذا الرفض يُنظر إليه على نطاق واسع كإصرار على استمرار المعاناة، وتجاهل تام لصوت الشارع، الذي لم يعد يحتمل المزيد من الجوع والانهيار والدمار.
الكثيرون في غزة وخارجها يتساءلون: هل يرى هؤلاء القادة فعلًا ما يمر به الناس؟ هل يشعرون بثقل الجوع، بمرارة فقدان الأحباب، وبالحرمان من أبسط حقوق الحياة الكريمة؟ عدم اتخاذ خطوة نحو التهدئة لا يُفسّر فقط كخيار استراتيجي، بل يُعتبر حرمانًا مقصودًا للناس من الإغاثة والكرامة والحد الأدنى من الأمل.
في الشوارع، تتردد اليوم نداءات صارخة: “أوقفوا الحرب، من أجلنا”، “كفى صمتًا، كفى عنادًا”، “نحن من يدفع الثمن، لا أنتم”. هذه الأصوات لا تنتمي إلى جهة سياسية، بل تعبر عن وجع جماعي متراكم، يطالب بأبسط الحقوق: البقاء على قيد الحياة.
وقف إطلاق النار ليس ضعفًا، بل خطوة شجاعة نحو إنقاذ أرواح، وتخفيف ألم، وفتح نافذة للإنسانية وسط دخان الحرب. والقيادات التي تدّعي تمثيل الشعب، مطالبة اليوم بأن تُصغي لصوته الحقيقي، لا أن تتجاهله خلف شعارات فارغة لا تُطعم جائعًا، ولا تحمي طفلًا من القصف.
لقد بات واضحًا أن الطريق إلى كرامة غزة يبدأ بوقف إطلاق النار. كل لحظة تأخير، تعني مزيدًا من الجثث، مزيدًا من الجوع، ومزيدًا من فقدان الأمل. فهل تنصت القيادات، أخيرًا، إلى صرخة الحياة؟