0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

الدكتور معن القطامين … عقل اقتصادي حر وفكر وطني لا يُقيد

كتب: الصحفي ليث الفراية

في زمنٍ تتعالى فيه الضوضاء وتكثر فيه الشعارات، يبرز القليل من الأشخاص الذين يستطيعون أن يجمعوا بين المعرفة العميقة والطرح المسؤول، بين الجرأة في التعبير والحكمة في الموقف، بين الفكر الحر والانتماء الوطني الأصيل من بين هؤلاء القلة، يسطع اسم الدكتور معن القطامين كواحدٍ من أبرز الأصوات الفكرية والاقتصادية التي تلامس الواقع وتعبّر عن نبض الناس دون أن تساوم على المبادئ أو تتنازل عن القيمة

من يتابع الدكتور معن القطامين لا يرى فيه مجرد أكاديمي أو متخصص، بل يرى فيه مشروعًا فكريًا متكاملًا يتقاطع فيه الاقتصاد مع الفلسفة ويتناغم فيه العلم مع الالتزام الأخلاقي لا يطرح أفكارًا جاهزة ولا يُجيد التزييف بل يتحدث بلغة العقل ويقرأ الواقع كما هو ثم يذهب أبعد من التحليل نحو الاقتراح والتصور والبناء

خطابه دائمًا يتجاوز التشخيص نحو العلاج وينطلق من قاعدة أن التغيير ليس رفاهية بل ضرورة وطنية، وأن التنمية لا تُبنى على الأمنيات بل على الخطط والوعي والعدالة

في عالم تغيب فيه البوصلة الأخلاقية أحيانًا بقي القطامين ثابتًا على مواقفه نزيهًا في منطقه واضحًا في رسالته لم يُغره بريق المصالح ولم يُرهبه منطق الصراع بل آمن أن قول الحقيقة مسؤولية وأن احترام العقول يبدأ بالصدق وأن الوطن لا يُبنى إلا حين يُسمح للأفكار أن تُنبت في أرضٍ من حرية ونقاش

دائمًا ما يدعو إلى تمكين الإنسان باعتباره حجر الأساس في معادلة النهضة يؤمن بأن التنمية تبدأ حين يشعر المواطن أن له قيمة وأن النظام الاقتصادي ليس حكرًا على فئة بل شبكة أمان وعدالة للجميع

لم يختبئ خلف الألقاب أو الأرقام بل اقترب من الناس سمعهم وقرأ وجعهم وتحدث بلغتهم دون أن يتخلى عن عمق الفكرة في حديثه عن البطالة لم يكتفِ بوصف المشكلة بل قدم رؤى عملية تنطلق من الواقع وعند حديثه عن الاقتصاد لم يتعامل معه كأرقام مجردة بل كمعيشة يومية ومسؤولية وطنية

ما يميز الدكتور القطامين أنه يرى الشباب عماد التغيير الحقيقي ويؤمن أن العقول الأردنية قادرة على صنع المعجزات لو أُتيحت لها الفرص ولهذا لطالما تحدث عن الابتكار والريادة والاقتصاد المعرفي كمفاتيح للمستقبل لا مجرد شعارات للاستهلاك

في خضم التحديات وفي مواجهة حملات الاستهداف والتشكيك بقي القطامين هادئًا عقلانيًا لا يرد بالإساءة بل بالمنطق والحجة لم يستدرج إلى صراعات هامشية بل حافظ على مركز الثقة بالنفس وأثبت أن الإنسان حين يمتلك الفكرة الصلبة لا تهزه العواصف

هو ليس من أولئك الذين يسيرون مع التيار بل من أولئك الذين يصنعون التيار يبني مواقفه على أسس علمية وإنسانية ولهذا كان صوته مختلفًا ومؤثرًا وصادقًا في وجدان كل من تابع مسيرته

من أهم سمات فكر القطامين أنه يُعلي من شأن الاقتصاد الإنساني الذي لا يُقاس فقط بالناتج المحلي بل بكرامة الناس وحقوقهم وقدرتهم على الحياة بكرامة ينادي بالعدالة لا كمفهوم عائم بل كسياسات تُطبق ويرى أن المشكلة ليست في قلة الموارد بل في سوء إدارتها وأن الإصلاح يبدأ حين يتم تقييم الكفاءة لا الولاء ويُفتح الباب أمام العقول لا الأسماء

الدكتور معن القطامين ليس حالة طارئة ولا ظاهرة عابرة بل عقل أردني حر يُعبّر عن جيلٍ جديد من المفكرين الذين لا ينتظرون التغيير من الخارج بل يصنعونه من الداخل بالحرف والكلمة والرؤية في زمن الرمادية يظل القطامين صوتًا نقيًا متمسكًا بالصدق منتميًا للوطن مؤمنًا أن الغد لا يُبنى إلا بعقول تُفكر وضمائر لا تساوم