صوت الدولة حين يكون أقوى من الصاروخ”
بقلم: د. نوال محمد نصير
في زمنٍ تتعالى فيه أصوات الانفجارات وتتصاعد نيران الصراعات، يُولد صوت مختلف… صوت الدولة. ذلك الصوت الذي لا يُقاس بدوي المدافع، بل بحكمة القيادة، وحنكة الإدارة، ووعي الشعوب. في هذا الزمن المضطرب، أثبت الأردن بقيادته الهاشمية الراشدة أن صوت الدولة الهادئ قد يهز الأرض أكثر من ألف صاروخ.
وسط التصعيدات الإقليمية، ومع احتدام التهديدات التي تعصف بالمنطقة، خرجت الدولة الأردنية بموقف ثابت، متماسك، يعبّر عن توازن نادر بين الحزم والاتزان. فالصوت الذي خرج من عمّان لم يكن فقط تعبيرًا عن موقف دبلوماسي، بل كان إعلانًا عن ثقة وطن، وعن سيادة لا تُساوَم، وعن أمن داخلي أقوى من أي تهديد خارجي.
القيادة في وجه العاصفة
في ظل هذا التوتر الإقليمي، برزت حكمة جلالة الملك عبدالله الثاني، الذي لم يتعامل مع الأحداث كردة فعل عابرة، بل كرؤية استراتيجية متكاملة. خطابه الأخير لم يكن مجرد كلمات، بل كان موقف دولة. تحدث بلغة الزعماء الذين يعرفون متى يصمتون ومتى يتكلمون، ومتى يرفعون صوتهم ليُسمع العالم كله.
لقد أدار جلالته الأزمة بمنطق الدولة، لا بمنطق الغضب، وبعقلانية السياسي، لا بردة فعل العسكري. وفي ذلك رسالة لكل الشعوب: ليست كل دولة تُقاس بعدد الجنود، بل بثقة القيادة وحكمة القرار، وبتماسك الجبهة الداخلية.
الأردن في عين العاصفة… ولا ينكسر
مرّت الصواريخ، وتعالت التهديدات، وكان الأردن في قلب الجغرافيا والحدث. لكن رغم ذلك، لم يتزعزع الأمن، ولم تهتز ثقة المواطن بدولته. هذه ليست صدفة، بل نتيجة مباشرة لإدارة عقلانية، ومؤسسات قوية، وشعب متماسك يفهم أن صوت الدولة القوي هو سلاحه الأول.
خاتمة
في زمنٍ أصبحت فيه أصوات الانفجار أعلى من أي صوت آخر، يثبت الأردن أن الصمود لا يحتاج إلى ضجيج، وأن السيادة تُفرض بالحكمة، لا بالعنف. صوت الدولة حين يكون أقوى من الصاروخ، فإنه لا يهدد أحدًا، بل يُطمئن الجميع. وهنا، يتجلّى المعنى الحقيقي للقوة.
هكذا كان الأردن، وهكذا سيبقى… قلعة من صخر، وصوتًا عاقلاً في زمن الجنون، وراية عزّ في وجه الريح. فصوت الدولة الأردنية بقيادتها الهاشمية، يعلو كل يوم، ليذكر الجميع أن في الشرق أمة لا تُكسر، ووطن لا يركع.