0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

ذكرى الاستقلال الأردني: عنوان المجد والتماسك والوحدة الوطنية

كتب – مأمون الخوالدة

 

في كل عام، ومع إشراقة يوم الخامس والعشرين من أيار، تتوشح القلوب قبل الميادين بحب الأردن، وتنبض الأرواح بذكرى خالدة لا تُنسى، إنها ذكرى استقلال الوطن، اليوم الذي أشرقت فيه شمس الحرية والسيادة على ثرى الأردن الطهور، بقيادة الهاشميين الأوفياء، الذين كتبوا بمداد الحكمة والشجاعة سطور دولة ثابتة الأركان، منيعة بالإرادة، راسخة بالعطاء، ومجيدة بالوحدة.

في ذكرى الاستقلال، لا نحتفل فقط بانتهاء عهد الانتداب، بل نحتفي بميلاد دولة حضارية متماسكة، صنعت مجدها بعقول أبنائها وسواعدهم، تحت ظل القيادة الهاشمية التي جعلت من التماسك الوطني حجر الأساس في بناء هذا الوطن العظيم. فقد اختارت القيادة الهاشمية، منذ عهد المغفور له الملك المؤسس عبدالله الأول وحتى اليوم في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، أن يكون الأردن وطناً لكل أبنائه، حاضنة للتنوع، وموئلاً للوحدة، ومنارة للعدل والحرية.

لقد واجه الأردن عبر تاريخه الحديث تحديات جسام، سياسية واقتصادية وأمنية، ولكنه بقي صلباً ثابتاً، بفضل وعي شعبه وحنكة قيادته، وتمسكه بوحدته الوطنية التي كانت وما تزال حصن الأردن المنيع وسر بقائه. ففي الوقت الذي شهدت فيه دول الإقليم نزاعات وفرقة، كان الأردن نموذجاً في التلاحم بين القيادة والشعب، وفي الوفاء لتراب الوطن، فكل أردني هو حجر في جدار الصمود، وجندي في ميدان البناء، ومسؤول عن رفعة هذا الوطن الغالي.

إن التماسك الوطني في الأردن ليس شعاراً، بل ممارسة يومية تتجلى في مؤسسات الدولة، وفي عادات الناس، وفي حرص الجميع على النهوض معاً، يداً بيد، لصنع المستقبل. فالجيش العربي، والأجهزة الأمنية، والمعلم، والعامل، والطبيب، والطالب، كلهم شركاء في حماية الاستقلال واستمرارية الدولة، وكلهم جنود للوطن في مواقعهم، يدفعهم الولاء والانتماء الصادق.

ونحن نعيش ذكرى الاستقلال، نعاهد الله والوطن والقيادة بأن نبقى على العهد، نتمسك بثوابتنا، ونعزز وحدتنا، ونتصدى لكل ما يمكن أن يمس نسيجنا الوطني. فاستقلال الأردن لم يكن محطة نهاية، بل كان بداية لمسيرة مستمرة من البناء، اجتازت المحن، وتجاوزت التحديات، حتى أصبح الأردن رقماً صعباً في محيطه، بفضل توحد أبنائه حول راية الوطن، وثقتهم بقيادتهم الهاشمية.

كل عام والأردن أكثر عزة، وكل عام ونحن أكثر اتحاداً وقوة. حفظ الله جلالة الملك عبدالله الثاني وولي عهده الأمين الأمير الحسين بن عبدالله، وحفظ شعبنا الأردني الأبي، وأدام على أردننا نعمة الأمن والاستقرار والوحدة، رايتنا مرفوعة، وعزيمتنا لا تلين، وعشقنا لهذا الوطن لا يُضاهى.