0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

الأمير الحسين بن عبدالله الثاني: ولي العهد الشاب ورؤية المستقبل الأردني

  كتب. مأمون الخوالدة

يبرز الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد الأردني، كوجه قيادي شاب يتمتع بكاريزما لافتة وحضور فاعل في المشهدين المحلي والدولي، حيث يسير بخطى واثقة نحو تحمل مسؤوليات أكبر ضمن مؤسسة الحكم. ومنذ تسميته ولياً للعهد في عام 2009، رسّخ حضوره كرمز لجيل جديد من القيادة، يُعبّر عن تطلعات الشباب الأردني، ويعكس رؤية معاصرة تقوم على التحديث والانفتاح والاستمرارية.

وُلد الأمير الحسين في الثامن والعشرين من يونيو عام 1994 في العاصمة عمّان، وهو النجل الأكبر لجلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله. نشأ في بيئة ملكية حمَلَت له منذ طفولته معاني الانتماء والمسؤولية، فحرص على المزج بين الأصالة الهاشمية ومتطلبات العصر الحديث. تلقى تعليمه الأساسي في الأردن، ثم واصل دراسته الجامعية في جامعة جورجتاون الأمريكية، حيث حصل على درجة البكالوريوس في التاريخ الدولي. كما خضع لتدريب عسكري مكثف في الأكاديمية العسكرية الملكية البريطانية ساندهيرست، مما صقل مهاراته القيادية وعمّق إدراكه لضرورات الانضباط والواجب العسكري.

من أبرز ملامح شخصية الأمير الحسين التزامه العميق بدعم وتمكين الشباب الأردني. فقد حرص على المشاركة الفاعلة في الحياة العامة، وأشرف على إطلاق ورعاية مبادرات وطنية طموحة من خلال مؤسسة ولي العهد، التي تعمل على تطوير البرامج والمشاريع في مجالات التعليم والتكنولوجيا والريادة والقيادة. ويمتاز الأمير بتواصله المباشر والميداني مع الشباب، عبر زيارات ولقاءات في مختلف المحافظات، ما يعكس إيمانه العميق بأن نهضة الأردن تبدأ من الاستثمار الحقيقي في الإنسان، وبناء قدراته، وتعزيز ثقته بنفسه ومستقبله.

على الساحة الدولية، نجح الأمير الحسين في تمثيل الأردن بصورة مشرّفة، من خلال مشاركاته في قمم ومؤتمرات دولية، ولقاءاته مع كبار القادة والمسؤولين حول العالم. وقد شكلت كلمته التاريخية في مجلس الأمن عام 2015، حين أصبح أصغر رئيس جلسة في تاريخه، محطة فارقة أكدت رؤيته الواعية حيال قضايا الأمن والسلم العالميين. يعكس حضوره الدولي الوازن مكانته كدبلوماسي شاب يمتلك رؤية واضحة، ويُعزز من دور الأردن كدولة ذات تأثير استراتيجي في الشرق الأوسط.

في الأول من يونيو عام 2023، شهد الأردنيون والعالم حدثًا وطنيًا بامتياز بزفاف الأمير الحسين إلى الآنسة رجوة آل سيف، في حفل ملكي مهيب جمع بين العراقة والبساطة، وبين التقاليد والروح العصرية. جسّد هذا الحدث مشهدًا مؤثرًا في وجدان الأردنيين، وأظهر الالتفاف الشعبي حول مؤسسة العرش، كما أضاف بعدًا إنسانيًا إلى شخصية ولي العهد، باعتباره شابًا قريبًا من الناس، متفاعلًا مع مشاعرهم، ومتمسكًا بقيم العائلة الأردنية الأصيلة.

يمثل الأمير الحسين بن عبدالله الثاني اليوم  رمز لجيل جديد من القادة الذين يجمعون بين الرؤية والطموح، وبين الجذور الراسخة والانفتاح على المستقبل. وبينما يواصل تحمّل مسؤولياته الوطنية، يؤمن الأردنيون بأن الأمير الحسين يشكل امتدادًا طبيعيًا لنهج والده جلالة الملك عبدالله الثاني، ويبعث برسالة أمل وثقة بأن المستقبل يحمل فرصًا واعدة، طالما وُجدت قيادة تؤمن بالإنسان وتعتمد على العلم والعمل والولاء.