الصدقة تُطفئ غضب الله
بقلم: نادية إبراهيم نوري
شاهدتُ فيلماً يحكي قصة مؤثرة عن رجل ميسور الحال، كانت زوجته مريضة ترقد في المستشفى في حالة حرجة، لا تتحرك ولا تتجاوب معه. نصحته إحدى الممرضات بأن يتقرّب إلى الله بالصدقة، مستندةً إلى الحديث الشريف لرسول الله ﷺ: “داووا مرضاكم بالصدقة.”
استجاب الرجل للنصيحة وبدأ في فعل الخير، لكنه لم يكتفِ بمجرد التصدق بالمال، بل أخذ يبحث عن هموم الفقراء ويفرج كُربهم، ويساعدهم في مشكلاتهم، سواء كانت صحية أو اجتماعية أو مادية. سخر حياته لمساعدة الآخرين، وبين الحين والآخر كان يزور زوجته، ليلمس تحسّن حالتها تدريجيًا، حتى أنعم الله عليها بالشفاء التام.
رسالة الفيلم واضحة جدًا وحقيقية: الصدقة ليست فقط تُطفئ غضب الله، بل تفتح للمتصدق أبوابًا من النعيم في الدنيا والآخرة.
أعرف شخصًا بدأ حياته الزوجية في سكن بالإيجار لمدة 14 عامًا، لم يكن قادرًا على شراء منزل بسبب دخله المحدود، وأحيانًا كان يتعثر في دفع الإيجار ويضطر للاستدانة. مرت السنوات بصعوباتها، حتى توفي جاره، تاركًا زوجة مسنّة بلا عائل أو دخل. هداه الله لأن يتكفل بها، فكان يقتطع جزءًا زهيدًا من قوت أسرته ليؤمّن لها دخلًا ثابتًا.
مرت أشهر، ثم فاجأه قريب له بطلب العمل معه في تجارته، فقبل الرجل العمل بجد وإخلاص، وكانت المكافأة أكبر مما كان يتخيل. بدأ دخله يتضاعف شيئًا فشيئًا، وبعد سنتين، أعجب قريبه بأمانته، فجعله شريكًا بنسبة من الأرباح إلى جانب راتبه. لم تمضِ سوى سنوات معدودة حتى استطاع شراء منزل خاص به، فعاش هو وأسرته في راحة وسعادة انعكست على حياته بالكامل.
كانت لي صديقة تقول لي دائمًا: “كلما أردتُ شيئًا من الله، تصدقتُ، فأجد ما أتمنى يتحقق بسرعة.”
شاهدتُ أيضًا فيديو لرجل أعمال يملك سلسلة مطاعم، يحكي تجربته مع الصدقة. بعد تخرجه، قرر افتتاح مطعم صغير لتحقيق حلمه في الطبخ، لكنه تعثر ماديًا في البداية. في أحد الأيام، وبينما كان يهمّ بإغلاق مطعمه والعودة إلى المنزل، جاءه رجل مسن يطلب مساعدة. بحث في محفظته ولم يجد سوى آخر مبلغ يملكه، لكنه أعطاه إياه عن طيب خاطر، ثم توجّه إلى الله بالدعاء قائلاً: “ربي، توكلت عليك.”
لم يكد ينتهي من تفكيره حتى رنّ هاتفه، ليجد شخصًا يطلب منه إعداد وليمة لمناسبة خاصة في الغد. ومنذ ذلك اليوم، بدأت أبواب الرزق تُفتح أمامه، حتى أصبحت تجارته مزدهرة بشكل لا يُصدق!
هكذا هي التجارة مع الله، يضاعف لمن يشاء، كيفما يشاء. فقط أحسنوا التوكل على الله، وكونوا على يقين بقدرته، وتصدّقوا بنية الفرج والشفاء والرزق، فالعطاء باب من أبواب الرحمة والبركة.