0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
previous arrow
next arrow

طفح الكيل

اقولها بمنتهى الصراحة لقد طفح الكيل بخصوص التعامل مع أزمة اللاجئين السوريين وقد تغنينا اباً عن جد عقودا من الزمن ان الاردن ملفى العرب المظلومين والمسحوقين والمشردين لكننا فعلا بتنا غير قادرين على تحمل المزيد من تبعات وتداعيات هذه الأزمة لوحدنا . قدرنا في الاردن ان ندفع ثمنا باهظا في سبيل الأمة ولكن الى متى ولماذا نحن فقط أم انه فرض علينا رغماً عن ارادتنا . الحادثة الاجرامية الأخيرة ومن قبلها حادثة اربد وحادثة مكتب مخابرات البقعة مؤشر خطير لما وصلت اليه الأمور في المنطقة ليس جبنا أو خوفا من واجبنا الوطني وقد عشقنا الموت فداء للوطن وكرامة الامة ما يفرض على الدولة بكافة مؤسساتها المعنية ان تعمل على تقييم المرحلة السابقة لتعاملنا مع الأزمة وتعمل ايضا على اعادة ترتيب الأوراق بصورة تضع مصالح الدولة الاردنية فوق كل اعتبار . لقد قدم الاردن اضعاف اضعاف قدراته وامكاناته فيما اشقاؤنا العرب ما بين متفرجين وشامتين أو يمنون علينا بما يقدمونه من فتات ويغدقون المليارات في أمور لا علاقة لها لا بتنمية بلدانهم ولا بخدمة الأمة ولا حتى في سبيل حماية اراضيهم وكيناتهم والتي نتحمل جزءا رئيسيا منها واقولها بصراحة من الغبن ان تقبل بان يبقى الاردن ظهيرا لمن اداروا ظهورهم لنا . معروف ان لا مصلحة للاردن بما يجري في سوريا وان مصلحته العليا تقتضي ان ينتهي الصراع الدائر وان الشعب السوري المعني تماما في تحديد مستقبل بلادهم كما انه ليس بخافي على احد ان اكثر الدول اهتماما بما يجري في سوريا وتقديم الدعم بسخاء للاطراف المتصارعة والمتنازعة في سورية هي ايران وقطر والسعودية . واتسائل هنا لماذا لا تقوم الشقيقة السعودية بتجهيز مخيم داخل اراضيها الشاسعة والقاحلة التي تقع ما بين الأزرق والعمري مقابل الحدود الاردنية والمخيمات التي تمت اقامتها في الاردن ولماذا لا تتكرم دولة قطر الشقيقة باستقطاب حصة من اللاجئين السوريين كما فعلت العديد من الدول الغربية وهي التي غالبية سكانها ليسوا قطريين اصليين . ومن ثم لماذا ولماذا ولماذا لا يتركونا بحالنا وان نتخذ نحن القرار الذي يصب في مصلحتنا غضب من غضب فنحن اقدر على ان نخدم انفسنا ولسنا بحاجة لمنة أحد كان . وبمناسبة الدماء الزكية لشهدائنا الابرار تذكرت مقولة لاحد رؤساء الوزراء السابقين خلالة جلسة تنظير له حيث قال ( انه وعائلته مشاريع شهداء ) لكنهم لم يحظوا بهذا الشرف الكبير كما هم ابناء الوطن الذين تربوا على حب الوطن وفداءه دون ثمن . رحم الله شهداء ابناء العشائر الاردنية في اربد والرمثا والطفيلة وعجلون وجرش ومادبا ومن سبقهم من مختلف عشائر المملكة ما بخلوا على وطنهم ومن يحتضن بارواحهم ودمائهم الزكية وتحية اعتزاز لنشامى قواتنا المسلحة واجهزتنا الأمنية في جميع مواقعهم

ماجد القرعان