حنكة ملك سياسي

 كتب.  أ. علي الزينات

كثير من الناس كانت متوقعة بأن الملك عبدالله سيذهب للولايات المتحدة الأمريكية ومن هناك من البيت الأبيض سيقول “لا ” لخطة ترمب بتهجير اهل غزة ” ولا ” للوطن البديل فهم لا يفهمون التوازنات السياسية ولا طريقة التعاطي مع عنجهية رجل الكابوي ترامب المجنون .
الرد الأردني المعوم والتسويف هو كسب للوقت غير متضمن موافقة حتى ضمنية، كما لم يتضمن رفضا قد يؤدي لرد “انفعالي” من قبل ترمب وإدارته والجميع يعلم قدرة السياسة الخارجية الأردنية على المناورة ، واقتراح جلالة الملك عبدالله باستقبال 2000 طفل غزاوي للمعالجة لفتة رائعة للانسانية واحترام حقوق الطفل ومناورة رابحة ، كما أن تصريح جلالته ” بما يخدم مصلحة بلدي ” لدليل على تمسكه بقراراته الواضحه والثابتة.
ان التعامل مع “عقلية السياسي التاجر ” تتطلب خطوات بطيئة مدروسة لامتصاص ردة فعله وفرض بل وعرض حلول منطقية وإبطاء عملية اتخاذ القرار. الارعن.
ما يهم في الكلام ومن يعلم تحليل الخطاب أنه لم يتضمن ردود واضحة قطعية بل حاول جلالته تصدير القرار وتغليفه بغلاف عربي أوسع يعفي الأردن من المسؤولية المباشرة عن أي قرار تتخذه الدول العربية.