مغازي الهجوم المبكر للعمل الإسلامي على تشكيلة حكومة حسان
كتب ماجد القرعان
استوقفني البيان الذي اصدره حزب جبهة العمل الإسلامي بعد سويعات من صدور الإرادة الملكية السامية بالموافقة على حكومة الدكتور جعفر حسان
والذي جاء متناقضا مع ما قاله أمين عام الحزب المهندس وائل السقا في اعقاب جلسة المشاورات التي اجراها حسان يوم أمس مع وفد من الحزب ضم اضافة لأمينه العام كل من النائب محمد خليل عقل والنائب أحمد القطاونة.
في تصريحاته الصحفية عقب اللقاء أكد أمين عام الحزب السقا ان لقاء الوفد بالدكتور حسان كان إيجابيًا واعتبره خطوةً في الاتجاه الصحيح .
وبين السقا ان اللقاء بدأ بالحديث عن حوار مفتوح سيتواصل ما بين الحكومة والأحزاب لما فيه مصلحة الوطن يكون مبنيًا على الصراحة والانفتاح.
وأكد السقا إنّ هذه خطوة في الاتجاه الصحيح لتطبيق منظومة التحديث السياسي، وعلى رأسها الانفتاح ما بين الحكومة والأحزاب، لا سيما وأنّ خطة التحديث تسعى للوصول إلى مجلس نيابي ينتج حكومات برلمانية وحزبية، والحوار والانفتاح والصراحة هي أساسها مؤكدا انهم جزءٌ من هذا الوطن وتاريخه وثوابته، وهمّنا همّه، سواءً ما يتعلق بالمهددات الخارجية ممثلة بالكيان الصهيوني الذي يعتدي على أهلنا في غزة والضفة ويستهدف الأردن بمخطط التهجير من الضفة، وأننا مع الوطن في حمايته والوقوف بوجه هذه التهديدات، مطالبين بتصليب الجبهة الداخلية كأساس لهذه المجابهة، ومنها الحياة الحزبية والقرارات الشعبية والبرلمانية.
وقال أيضًا هنالك عناوين مهمّة يجب على الحكومة أن تراعيها وعلى رأسها الهمّ الاقتصادي، وما يعانيه المواطن اليوم من فقر وبطالة، والتعليم والصحة، ثم الحريات التي بدونها لا يوجد ديمقراطية.
أما في البيان فقد انتقد الحزب تشكيلة الحكومة وقال انها أقرب ما تكون للتعديل الوزاري ببقاء 14 وزيرا من الحكومة السابقة من ضمنهم وزراء وصفهم البيان بوزراء التأزيم الذي قال بانهم فشلوا في ادارة الملفات الموكولة اليهم ويكرس بحسب البيان استمرار نهج تشكيل الحكومات السابقة وبما لا يتوافق مع الحديث عن التحديث السياسي ولا يتلائم مع المزاج العام الشعبي .
ولفت البيان بصورة غير مباشرة الى ان حصدهم نحو 31 مقعدا بمثابة رسالة من الشارع بضرورة تغيير النهج القائم في إدارة مؤسسات الدولة والتأسيس الحقيقي لمرحلة التحديث السياسي في انتقاد واضح لتكليف حسان بتشكيل الحكومة والذي بحسب البيان كان يجب ان يأتي بعد مشاورات نيابية .
ووصف البيان مشاورات الدكتور حسان بأنها كانت شكلية ولم تتناول برنامج الحكومة بحيث تكون بعيدة عن نهج المحاصصة والترضيات منتقدا توزير مسؤولين سابقين من منتسبي احزاب بعينها في اشارة غير مباشرة الى عدم ضم اعضاء في الحكومة من حزب جبهة العمل الإسلامي .
البيان بمجمله جاء بمثابة الهجوم المبكر على تشكيلة حكومة الدكتور حسان وهو أمر يُؤشر على مستقبل غامض سيكتنف علاقة الحكومة وكافة القوى داخل مجلس النواب بالتعامل مع حزب جبهة العمل الإسلامي .
في مقالة سابقة عقب اعلان نتائج الإنتخابات النيابية نوهت الى اننا ندخل مرحلة جديدة هي بداية لتجربة العمل الحزبي داخل مجلس النواب والذي يُعد الخطوة الأولى نحو تشكيل الحكومات البرلمانية وبالتالي من المفترض ان نشهد أداءا يختلف عن اداء المجالس السابقة اساسه تقبل الأخر والحوارات المبنية على الموضوعية خدمة للمصالح العليا للدولة الأردنية بالتزام كامل بثوابت الدولة .
يبدو ان الأخوة في حزب جبهة العمل الإسلامي لهم رأي آخر وأخشى انهم ما زالوا لا يؤمنون بتقبل الآخر وهذا يُعيدنا الى التصريحات الصحفية لأمين عام الحزب بعد اللقاء التشاوري مع الدكتور حسان حين أكد ان لقاء الوفد بالدكتور حسان كان إيجابيًا وخطوةً في الاتجاه الصحيح ليبقى السؤال عن اية ايجابيات تحدث السقا وما هي أولويات الحزب فيما يتعلق بالمصالح العليا للدولة الأردنية .