الخلايا الجذعية .. ينبوع الحياة
وكالة الناس – يسعى سائر الآباء والأمهات لحماية صحة اطفالهم في المستقبل واتاحة فرصة حفظ وتخزين الخلايا الجذعية لاطفالهم وذلك بطريقة مميزة .
مع التقدم في علم الطب و انجازاته نجد أن إمكانية استخدام الخلايا الجذعية لإستعادة الصحة و العافية تزداد أيضا ولعل هذا ما يجعلنا نؤمن بأن حفظ الخلايا الجذعية لطفلك قد يكون أحد أفضل القرارات التي اتخذها الوالدان .
ان لحفظ الخلايا الجذعية عدد من الفوائد اهمها أن الخلايا الجذعية هي اللبنات الأساسية للحياة و هي التي تخلق صلة مباشرة ما بين صحة طفلك لدى ولادته و صحته مستقبلاً ، ويُنظر للخلايا الجذعية بوصفها صندوق عدة الإصلاح الأمثل للإنسان . فإن تعرض طفلك لأي عارض طبي في المستقبل، نجد أن الخلايا الجذعية قد تكون الحل الأمثل لعلاجه و إعادة الصحة لحياته .
تتطابق الخلايا الجذعية و بنسبة 100% مع الطفل الذي أُخذت منه ، كما يمكن استخدام هذه الخلايا لعلاج الأمراض و العوارض الطبية التي قد يتعرض لها أشقاؤه أو والديه نظراً للاحتمالية الكبيرة بتطابق هذه الخلايا مع بقية أفراد العائلة .
يحتوي دم الحبل السري على عدد كبير من خلايا ( HSCs ) الجذعية . و على الرغم من ندرة هذه الخلايا فإنها تلعب دوراً هاماً في علاج أمراض الدم نظراً لقدرتها الفريدة في تحويل نفسها إلى خلايا الدم الحمراء أو البيضاء أو الصفائح الدموية .
وتم إجراء أكثر من( 30) الف عملية زرع باستخدام الخلايا الجذعية ( HSCs ) المأخوذة من دم الحبل السري و ذلك لعلاج أكثر من 85 مرضاً و اعتلالاً على مستوى العالم .
كما يحتوي نسيج الحبل السري لطفلك على تركيز مرتفع جداً من (MSCs ) و استقطب الاكتشاف لهذه الخلايا الجذعية اهتماماً كبيراً ،إذ يبدو أنها فعالة جداً في العديد من الطرائق العلاجية التجديدية و التي تنطوي على إنتاج نسيج رابط مثل العظم و الغضاريف ، اضافة لمقدرتها الفائقة على إعادة تأهيل الجلد التالف و كذلك الكبد و الخلايا العصبية .
أُجريت أول عملية زراعة ناجحة للخلايا الجذعية المأخوذة من دم الحبل السري لعلاج مرض فانكوني لفقر الدم في عام 1988 و منذ ذلك الوقت طالت لائحة الأمراض التي تُعالج عن طريق الخلايا الجذعية كأمراض الدم و المناعة .
ويُعتبر استخدام الخلايا الجذعية المأخوذة من دم الحبل السري طريقة علاجية المعتمدة الان لعلاج العديد من الأمراض و التي نذكر منها : أنواع عديدة من ابيضاض الدم ( لوكيما ) والأورام الصلبة مثل الورم الأورمي العصبي واورام اللمفوية ( لمفوما ) وفقر الدم الحاد ( فانكوني) والثلاسيميا و فقر الدم المنجلي وسرطانات الدم ومرض كرابيه ومرض نقص المناعة الحاد المركب ومتلازمة هيلروسرطانات النخاع الشوكي مثل الورم النقوي وتطول هذه القائمة باستمرار مع احراز المزيد من الإنجازات في عالم الطب .
نشهد يومياً عبر وسائل الإعلام تطورات مثيرة و جديدة في مجال العلاجات الطبية ، و تجري الأبحاث و الدراسات على قدم و ساق لاستخدام الخلايا الجذعية لإصلاح أو إستبدال الأعضاء و الأنسجة التالفة مما يزيد من استخدامات الخلايا الجذعية لعلاج عدد أكبر من الأمراض نذكر منها مرض الزهايمر و نقص المناعة والشلل الدماغي والسكري والتوحد والتصلب اللويحي وجروح الدماغ الرضية وإصابات النخاع الشوكي والتهاب المفاصل وإعتلال عضلة القلب وتشمع الكبد ومرض كرون وفقر الدم اللاتنسجي
وعن الإجراءات وكيفية تتم العملية، فحالما يقرر الوالدان حفظ الخلايا الجذعية لطفلهما يقومان بتعبئة اتفاقية الحفظ الخاصة بالخلايا إضافة لمذكرة الموافقة و يوم الولادة وعند قدوم الطفل يقوم المختص الطبي بأخذ الدم والنسيج من الحبل السري للمولود إضافة لكمية بسيطة من (عينة دم الأم ) وتوضع في صندوق الجمع الخاص للحفاظ عليها. ثم تشحن العينة الى مختبر ثم يقوم المختبر بالابلاغ ان العينات وصلت وتم حفظها .