0020
0020
previous arrow
next arrow

أخلاق الأمس وأخلاق اليوم

0

لقد تحدث وكتب الكثير من الإخوة الكتاب حول الماضي والحاضر ، تحدثوا عن الاحتفالات في الأعراس التي كانت غير مكلفة للعريس وأهله في الماضي ، وكيف صارت عبئا على العريس وأهله في الحاضر ، تحدثوا حول التكافل الاجتماعي في الماضي ، وكيف تفككت الأسر في الحاضر ، كتبوا كيف كانت الأخوة والصداقة في الماضي وكيف أصبحت الأخوة والصداقة اليوم التي تربطهما المصالح الدنيوية والأنانية فقط .
نحن لن نتحدث حول الماضي والحاضر ، للماضي سلبيات وايجابيات ، وللحاضر أيضا ايجابيات قليلة جدا ، سلبياته التي لا تعد ولا تحصى ، ولاكنا سنتحدث حول الأخلاق الحسنة التي فقدناها في معاملاتنا وعاداتنا ، وكيف آلت الأمور إلى الثقة المفقودة بين الوالدين وأبنائهما ، وكيف قطعنا أواصر بعضنا البعض ، ولم نعد نصل أرحامنا إلا في المناسبات أو عيد الفطر وعيد الأضحى المبارك ، أو ما يسمى بعيد إلام .
نحن نعطي أبنائنا دروسا بالكذب منذ نعومة أظافرهم ، ونطالبهم ونعلمهم الصدق ونحن بعيدون عن ذالك ، أليس هذا نفاقا وكذبا ؟ فالبعض منا عندما يذهب إلى شخص ما ويقرع جرس منزله لحاجه ما، يطلب الأب من الابن أن ينظر من في الباب، ويقول للطارق أبي ليس موجودا، أليس هذا كذبا صريحا ؟ للأسف هذه الظاهرة تتكرر كثيرا في مجتمعنا ، وتغرس في عقول أبنائنا الكذب منذ الصغر.
أما عدم احترام الكبار بالسن حدث ولا حرج ، الآباء فقدوا احترامهم عند أبنائهم ، لا يوقرون الكبار في المجالس ، الابن يصرخ بوجه والده أمام الناس ، الكثير من الرجال والسيدات ينتظرن عاما كاملا ليأتي الابن العاق إلى زيارة والده أو والدته في دار المسنين وهو اليوم الذي يحتفل فيه العاقون لوالديهم ، يا عبد الله يا عاق والديك كما تدين تدان .
بعض الناس باع أخلاقه وضميره وتنكر لكتاب الله عز وجل ، تحايل على العقيدة ، وتحايل على قسم اليمين ، وهذه الواقعة ليست من نسج الخيال وإنما حدثت ، حيث تعاهدا طرفين أو أكثر على كتاب الله عز وجل واقسموا اليمين ، ولم يدم حلف اليمين أكثر من يومين فقط ، وعندما سئل الطرف الذي احنث اليمين كان الجواب كالتالي : نحن اقسمنا على جلدة القران ولم نقسم على القران ، والأمثلة حول هذا الموضوع كثيرة منها : الاعتداء على حقوق الجار ، واكل أموال الناس بالباطل ، وعدم الصدق بالوفاء والمواعيد ، وإيذاء الآخرين دون إي مبرر ولكنا اختصرنا الكثير ، نسال الله العفو والعافية ، حسبنا الله ونعم الوكيل .
بهجت صالح خشارمه