العراق في خطر !
1
كُنْتُ قد قلت ، وبالتأكيد أنَّ هذا ليس رأيي وحدي ،أنه رغم خطورة الأوضاع في سوريا الاَّ أن الأخطر وطنياًّ وقومياًّ هو وضع العراق الذي بات يقف على حافة الهاوية والذي من الواضح والمؤكد أنَّ إيران بأطماعها التمددية والاستحواذية لا تريد له أن يُصْلِّح ويُعدِّلَ هذه المعادلة المكسورة التي فرضها بول بريمر ومعه «المتمذهبون « ولا تريد له أن يتخلص من هذا التنظيم الإرهابي « داعش « الذي ثبت أن بينه وبين : « نظام الملالي «تبادل منافع … وعلى أساس : حُكْ لي تأحك لك «.
لقد أعطى تحرك السيد مقتدى الصدر بشعاره المعلن مكافحة الفساد والتخلص من الفاسدين أبعاداً واعدة لمستقبل العراق لكن البُعْد الحقيقي له هو التخلص من الهيمنة الإيرانية بدءاً بتقليص نفوذ أتباع الولي الفقيه ونفوذ حراس الثورة وفي مقدمة هؤلاء جماعة الحشد الشعبي بقيادة هادي العامري وحزب « الدعوة « الذي بدأ إيرانياً ولا يزال إيرانياً والذي أنْجب نوري المالكي الذي كانت فترة حكمه من أسوأ ما مرَّ على بلاد الرافدين منذ ما قبل الإسلام وحتى الآن !! .
لقد اقترح رئيس الوزراء حيدر العبادي حلاً ، رغم رداءته ، الاَّ أنه أُعتبر معقولاً ولا بأس به من جهات كثيرة لكن الواضح أن هذا الحل لن يرى النور وعلى الإطلاق فالذين يشكلون إمتدادات أمنية وعسكرية وسياسية في العراق بادروا إلى هجوم معاكس استهدف أساساً السيد مقتدى الصدر وأستهدف الحلول المطروحة والواضح أنَّ كل شيئ مما راهن الشعب العراقي عليه ستذروه الرياح الإيرانية وستعود الأوضاع إلى أسوأ مما كنت عليه .
2
إنَّ إيران التي أرسلت لواء قوات خاصة من جيشها النظامي إلى سوريا لوقف إنهيارات جيش النظام في الجبهة الشمالية والتي حاولت إيصال «ترسانة « من الأسلحة الثقيلة والخفيفة والصواريخ إلى « حوثيي « اليمن لتُحبط محادثات الوحدة الوطنية ،التي من المفترض أن تبدأ في الكويت بعد أيام ،كانت قد بادرت إلى تحرك سريع في العراق وعلى الجبهات كافة لإحباط مساعي السيد مقتدى الصدر ولمنع إفْلات هذا البلد من قبضتها وقبضة أتباعها الذين يعتبرون أنفسهم إيرانيين أكثر كثيراً مما هم عراقيين .
وحقيقة أن هذا يجب أن يفهمه ويدركه الذين إعتادوا الوقوف في المساحات الرمادية فعلى هؤلاء أن يضعوا في اعتبارهم أنَّ « رماديتهم « هذه لن تنفعهم وهي لن تحميهم من البطش الفارسي إنْ استطاع الإيرانيون تحقيق كل تطلعاتهم في العراق وفي سوريا وفي اليمن وفي هذه المنطقة كلها والدليل هو كل هذا الذي يواجهه حتى العرب الشيعة في إيران التي تخفي النزعة الفارسية الاستبدادية بالعمائم السوداء .. وبالعمائم البيضاء أيضاً .
إنَّ سوريا تواجه أخطاراً حقيقية بالفعل لكن كل الخوف هو على العراق والسبب أنَّ الوجود الإيراني الإحتلالي في سوريا لا عُمْقَ» ديموغرافيا « له وأنَّ أبناء الطائفة العلوية الكريمة وفقاً لوثيقة : أصدرها علماؤهم في الأيام الأخيرة يرفضون أنْ يُسْتوعبوا في ولاية الفقيه وفي المذهب الجعفري الإثني عشري وأنهم ينأون بأنفسهم عن نظام بشار الأسد ويرفضون أن يُرْبَطوا بجرائمه وهنا فإن ما تجب الإشارة إليه هو أنَّ دبلوماسياً غربياً قد سُؤل عن رأيه بهذه الوثيقة وكان جوابه : إنَّ لغتها تؤكد إنفصال العلويين عن إيران وعن النظام السوري وتؤكد أنَّ إنتماءهم الوحيد هو لسوريا .