المبيضين .. بداية موفقة
كتب ماجد القرعان
حظي وزير الإعلام الدكتور مهند المبيضين باعجاب وتقدير الزملاء الصحفيين والإعلاميين على ادارته للمؤتمر الصحفي الذي عقد يوم أمس في وزارة الصحة بحضور وزير الصحة الدكتور فراس الهواري ووزير التربية والتعليم والتعليم العالي الدكتور عزمي محافظة الى جانب عدد من اصحاب الإختصاصات للحديث عن الحملة الوطنية للتطعيم وما رافقها من اشاعات مغرضة والذي كان من المفترض أن تم عقده قبل الإعلان عن الحملة.
ادارته للقاء لم تكن تقليدية بتاتا فقد كان حاضرا بوجدانه وملما تماما بموضوع المؤتمر ومستعدا لأي سؤال بنباهة قل مثيلها وبخاصة في المؤتمرات الصحفية .
معروف لكبار المسؤولين في مواقع صنع القرار وجود فجوة عدم ثقة مع الصحافة وبخاصة غير الرسمية اسبابها واضحة ومنها صعوبة الحصول على المعلومات وغياب الوضوح والشفافية وتهرب العديد منهم عن المواجهة ما يُشكل لهم قلقا دائما .
بتقديري ان مهمة الوزير الجديد ليست سهلة في ظل عدم التوافق والإنسجام الحكومي بوجه عام مع من يعملون بمهنة المتاعب الذي هم بمثابة الجيش الثاني في الدفاع عن الوطن وحماية مكتسباته وهم السلطة الرقابية التي تُمثل عين المواطن على اداء من يُقسمون اليمين الدستورية للقيام بالوجبات الموكولة اليهم لا بل ينتظره العديد من الملفات ذات الأهمية والتي لم يجرؤ غالبية من سبقوه بتولي حقيبة الإعلام على الإقتراب منها رغم أهميتها .
ابرز ما يعانيه الزملاء في المؤسسات الاعلامية الرسمية الواسطة والمحسوبية في تولي المواقع القيادية وتهميش البعض واقصاء أخرين وخضوع اداراتها وفي اغلب الإحيان لسطوة المتنفذين والذي يشمل التحكم برسالة مهنة المتاعب والتي يجب ان تكون وطنية نابعة من احساس ومسؤولية الصحفي وليست محاباة لشخص أو جهة ما كون الجميع في هذا الوطن شركاء والذي يؤكد عليه دوما جلالة الملك .
وتعاني أكثر من هبوط اشخاص بالمظلات من غير الوسط لتولي مواقع هامة أو لتصدر المنابر الرسمية التي تتيح لهم تمرير اجنداتهم وافكارهم البعيدة كل البعد عن مصالح الوطن لا بل أن البعض منهم ساعده الموقع على البزنس للتكسب في ضيوف برنامجه .
وأما بالنسبة لإعلام القطاع الخاص فالحكاية تختلف تماما حيث الإقصاء والتهميش وعدم الإنفتاح لا يقتصر على الصحفيين بل على المؤسسات الإعلامية المرخصة رسميا وأكثر من ذلك يشهد الوسط الصحفي وفي كثير من الأحيان محاباة رسمية لقلة منهم ( صحفيين واعلاميين ومؤسسات ) وبخاصة من يتم استخدامهم لاطلاق بالونات الأختبار أو الجاهزين منهم لتجيشهم ضد اشخاص ومؤسسات وطنية أو لدعم توجهات متنفذ ما ولا استثني هنا بعض كتاب المقالات .
وزد على ذلك ملف الصحافة اليومية وخاصة صحيفتي الدستور والرأي حيث المعاناة ما زالت جراء عدم تحمل الحكومات مسؤولياتها سواء من حيث اوضاعها المالية أو تشكيل مجالس ادارتها والذي يرتكز في غالب الأحيان على التنفيع والشللية وأيضا معاناة الصحف الإلكترونية حيث مجافاة رسمية غير مبررة ومحاولات مستمرة للتضييق عليهم .
الحقيقة الثابتة منذ نشأة الدولة الأردنية ان صحافيوها لم يتخندقوا يوما في خندق الأعداء ولا يحق لأي كان ان ينعتهم بأية صفة مشينة على نقدهم أو تأشيرهم على اخطاء وتجاوزات سواء كانت مقصودة أو في ضوء اجتهاد فالصحافة الحرة بمثابة سلطة رقابية تُمثل عين المواطن وكذلك عين المسؤول الشريف بكون ما يأتي منهم تغذية راجعة تُعينهم على اداء مهامهم .
ننتظر ان نشهد في عهد الوزير الجديد تغيرا في النهج والأداء وانفتاح على الصحافة بوجه عام دون حسابات شخصية والإقتراب بحس وطني من كافة الملفات ( المنغصة ) والسعي الجاد لتضييق فجوة انعدام الثقة والذي ركيزته الوضوح والشفافية .