النمو الاقتصادي.. كيف؟
كتب. عصام قضماني
يعاني الاقتصاد من تحديات متعددة تبحث الحكومات عن حلول لها عبر خطط لا تختلف احداها عن الاخرى في ذات الحلول المفترضة وفي ذات السيناريوهات.
اذا كانت الخطط السابقة تلك التي كتب لها حظ التنفيذ ولو جزئيا لم تبلغ اهدافها فأين الخلل؟
ببساطة الخطط لا تركز على القطاعات الانتاجية كثيفة العمالة وكثيفة الدخل فقد كانت دائما تغفل عمق القطاعات وتذهب الى القطاعات المساندة وهي ثانوية!
عناصر الانتاج والدخل معروفة، عندما نتحدث عن الارض فهي تعني الوداعة والثروات الطبيعية وهي تعني التصنيع الزراعي والتعدين وهي تعني الاكتفاء الذاتي من السلع الاساسية، وهي تعني صادرات وتساوي عملة صعبة وعمالة كثيفة، عندما نتحدث عن الصناعة فلا يختلف الامر كثيرا، انتاج محلي وصادرات وعملات صعبة وعمالة كثيفة، كذلك الامر بالنسبة للسياحة تدفقات خارجية وعمالة كثيفة.
لماذا لا يتم التركيز على هذه القطاعات؟ لان هناك من يعتقد ان تكنولوجيا المعلومات اكثر اهمية وهي مهمة لكنها في الدول المتقدمة توظف في خدمة القطاعات الاساسية وهي ليست اساسية.
هذا مثال للدلالة ونحن لا نقلل من شأن الثورة الهائلة في قطاع التكنولوجيا والرقمية لكن ان لم تستطع خدمة تطوير القطاعات الاساسية فما هي الفائدة منها؟
هناك تدني مستوى المعيشة، والمديونية وغيرها، الحلول التي اتبعتها كثير من الدول في تعظيم القطاعات المولدة للدخل والمحفزة على جلب تدفقات نقدية من الخارج، تساعد على توفير فرص عمل كثيفة وجلب عملة صعبة لتسديد المديونية وترفع مستوى المعيشة.
ببساطة وبكل بساطة هنا يكمن الخلل وهنا ايضا اصل المشكلة والاخفاق معا!
ايضا الحل السهل الممتنع لجميع هذه التحديات هو النمو الاقتصادي، فهو الذي يكبـّر الكعكة قبل توزيعها، ويحد من الفقر، ويخلق فرص العمل، ويعزز إيرادات الموازنة العامة بما يقلل الحاجة للاقتراض، وبالتالي يخفض المديونية أو يحول دون ارتفاعها.
هل من قطاعات افضل من تلك التي ذكرناها لتحقيق ذلك؟
جربنا خطط التنمية الثلاثية والخمسية فكانت النتائج اقل من التوقعات.