0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
previous arrow
next arrow

كيف قرأ الأردن التوقيت السياسي للعملية الفاشلة؟!

ما الذي يقوله التوقيت سياسيا، لخلية اربد، ونيتها تنفيذ عمليات في هذا التوقيت بالذات، وهناك فروقات كبيرة بين توقيت وآخر، لكننا نريد هذه المرة، الاستبصار في توقيت العملية تحديدا؟!. علينا ان نقول صراحة هنا، ان هناك فرقا بين «العقل المركزي» لداعش، واولئك الذين يتورطون مع داعش، لاننا لانعرف حتى الان لصالح اي طرف يعمل «العقل المركزي» للتنظيم، حتى وان رأينا عناصر التنظيم تنفذ اهدافا هنا وهناك تحت عناوين يتم تبنيها، واقناعهم بها،وهذا هو ظاهرها في مرات، لكن في مرات تحمل اي عملية هدفا مزدوجا، ظاهرا يعتنقه اعضاء اي مجموعة، وباطنا يعرفه من وجه لتنفيذ اي عملية. في خلية اربد، نقرأ في ظاهر الامر، انتقاما ثأريا من الاردن على خلفية شراكة الاردن بعمليات ضد التنظيم في سورية، وقد ابرق التنظيم مرارا رسائل تهديد، خصوصا، بعد اسقاط طائرة اردنية عسكرية، واذا كان الثأر هنا، العنوان الظاهري الذي اعتنقه اعضاء المجموعة، فأن هناك عناوين اخرى، قد لايدركها حتى المتورطون في التنظيم. علينا ان نقرأ التوقيت السياسي، الذي يقول اولا ان التنظيم محاصر في سورية والعراق، ويريد التمدد الى دول اخرى، وتحديدا الاردن، من اجل شبك كل المنطقة في ساحة حيوية واحدة، للتنظيم من العراق مرورا بالاردن وصولا الى سورية، كما ان التنظيم يبحث عن ساحة بديلة عن سورية والعراق، بعد الخسائر التي تلقاها في هذين البلدين، والاردن اكثر حساسية على الامن العالمي، من سورية والعراق، لاعتبارات كثيرة. من القراءات الاخرى لتوقيت العملية الفاشلة، مايتعلق بوضع الاقليم، والذين يعتبرون داعش صناعة ايرانية، على الاقل على مستوى محدد وفي الظلال، وعلى مستوى العقل المركزي، لغايات اظهار الارهاب سنيا، واقناع العالم ان لابديل عن محور ايران سورية حزب الله لمحاربة الارهاب، يرون في العملية خدمة مطلقة لهذا المعسكر لسببين. اولهما، ارباك الخطط المحتملة لدخول بري عبر الاردن او تركيا، عبر بث الاضطراب في كل المنطقة، والقول ان داعش نبتت في الاردن، وباتت ايضا تهدد فعليا مصر وشمال الجزيرة العربية، وهذا يعني ان العقل المركزي الذي اوحى بالعملية يريد تدمير الاردن وتخريبه داخليا، وجعله يتراجع عنوة عن اي مداخلات محتملة في سورية، تحت وطأة جراحه الداخلية، وتغير اولوياته. ثانيهما وتطابقا مع اولهما، قد يكون مدير العملية يريد ان يهز الشجرة الاقليمية التي تريد تغيير النظام في سورية او التصرف سياسيا او ميدانيا ضد النظام بذريعة داعش، تحت عنوان آخر، اي اثارة مخاوف اطراف كثيرة من تمدد التنظيم، والاضطرار هنا، للتنازل عن عنوان رحيل الاسد او النظام، نحو التنسيق مع الاسد، والتضامن معا، لمحاربة التنظيم، وبحيث يتوقف ايضا اي دعم للمعارضة السورية، ولربما يعترف الجميع بالخطأ ويسارعون للاعتذار للاسد، وتسليمه وكالة حصرية لمحاربة التنظيم، والعفو عما فعل، تحت وطأة الحاجة للنظام، مادام داعش باتت تتمدد، وباتت تسعى للنشاط في دول مصنفة بحساسة امنيا جدا مثل الاردن. اعضاء المجموعة، يريدون قتل الناس، والتفجير هنا وهناك، وهم يظنون انهم يرضون الله تعالى، لكن علينا ان نسأل عن سر التوقيت، ومن هو الطرف الذي يخدمونه فعليا بهكذا عمليات محتملة، فكثيرا ماكانت الخروقات داخل جسم هذا التنظيم او ذاك، سببا في تسخيره في عمليات معينة، ظاهرها شيء، وباطنها شيء آخر تماما؟!. كل هذا يقول اننا على موعد مع اخطار اخرى، فمن لعب هذه اللعبة، سيعود ويكررها، وهذا يفرض يقظة من الجميع، لان التعامي عن الخطر، يعني الحاق الاردن بغيره من دول خربة. هذا يعني ان من يتورط في هكذا تنظيمات، ويظن انه يخدم الاسلام في مرات، قد يكتشف في موعد لاحق، ان ارباح عمليته كانت في حسابات اطراف لايتوقعها، وهذه دعوة لكثيرين، ألاّ يبقوا تحت جاذبية الشعار، اذ على كل واحد ان يدقق في الجد السابع، ودوافعه، وراء كل توجيه او عملية او تنظيم، فالطريق الى جهنم مفروشة بالنوايا الحسنة، هذا مع اقرارنا من حيث المبدأ ان القتل في المطلق، يعبر عن نوايا سيئة وليس حسنة. حتى نفهم كيف قرأ الاردن سياسيا توقيت العملية، علينا ان ننتظر رد الفعل الاردني الاعمق والاكثر استراتيجية خلال الفترة المقبلة، ولحظتها سوف نكتشف ببساطة كيف ترجم الاردن الدوافع، بعيدا فقط عن قراءة الدوافع الظاهرية.؟! –