تداعيات الربيع العربي بالأرقام
ثورة الشباب العربي التي أطلق العالم عليها اسم الربيع العربي أثارت إعجاب العالم في البداية ، ولكنها اثارت شفقته فيما بعد.
صدرت حتى الان دراسات ومقالات وأبحاث وكتب تتناول النهضة العربية الجديدة التي جرى إجهاضها دون أن تعطي ثمارها. لكن الكلمة الأخيرة لم تكتب بعد ، وستظل ظاهرة الربيع العربي موضع البحث والتحليل لسنوات طويلة قادمة.
أحد الكتب التي صدرت في العام الماضي كان تحت عنوان (الفجر العربي) من تأليف بسمة المومني. وحيث أنني لا أعرف صاحبة هذا الإسم ، ولم أسمع به من قبل ، فإني افترض أن المؤلفة تعمل أستاذة في إحدى جامعات كندا حيث صدر الكتاب باللغة الانجليزية.
لم أقرأ الكتاب ، ولكني قرأت عنه. ولا يهمني كثيرأً رأي المؤلفة وتقييمها الخاص لما حدث خلال السنوات الخمس الماضية في الميادين العامة في عدة بلدان عربية. ما يهمني هو ما جاء به الكتاب من أرقام ذات دلالة تدعو للتأمل:
في الكتاب أن 35% من أرباب الأعمال في العالم العربي هم من النساء ، وأن 80% من الرجال العرب يوافقون على أن يكون للمرأة حق العمل خارج البيت ، وأن 94% من نساء مصر يرتدين الحجاب ، أي ضعف النسبة في جيل الأمهات ، وأن الشاب العربي يصرف في المتوسط نحو ثلاث ساعات يومياً على وسائل التواصل الاجتماعي ، مما يربطه بعالم اليوم.
تقول المؤلفة أن العالم العربي بحاجة لتوليد 100 مليون فرصة عمل جديدة خلال 15 عاماً (حتى 2030) لكي يبقى معدل البطالة كما هو اليوم ، وتقول ان نسبة البطالة بين الشباب العربي تبلغ 28% ، ترتفع إلى 43% بين الإناث ، أي ضعف النسبة السائدة في العالم.
وينقل الكتاب عن خبير دولي أن على الاقتصاد السوري أن ينمو بمعدل 3% سنوياً بالأسعار الثابتة لمدة ثلاثين عاماً لكي يعود إلى ما كان عليه قبل الاحداث.
هذه الأرقام ليست مثبتة ، ولا نعرف مصادرها والأسس التي قامت عليها ، وقد تكون مجرد تقديرات من (خبراء) وبالتالي لا يمكن أخذهـا كمسلمات ، ولكنها مع ذلك تثير الرعب.
ليس واضحاً ما إذا كان من شأن هذه الأرقام المخيفة أن تحفز على العمل والتخطيط لمواجهتها ومنع حدوثها ، أم أنها تدعو إلى اليأس.