ملائكة الرحمة تطالب بالانسانية
بين الحين والاخر تظهر سلبيات في المجتمع وهي ليست فردية بل ازدادت في الآونة الاخيرة منها ظاهرة الاعتداء على الاطباء, فهناك الكثير ممن يتعرض الى انتهاكات واضحة تصل الى الضرب والركل والصفع من قبل ذوي المرضى وهي مخالفه للدين والقيم الانسانية والاعراف ,فان تلك التصرفات الهمجية لا يحق لاحد فعلها حتى وان كان الطبيب مخطا لوجود قانون يحاسب كل من اخطأ بحق الاخر وتسبب بأذيته باي شكل من الاشكال .
ان ظاهرة الاعتداء على الاطباء ادت الى هجرة البعض منهم الى خارج العراق او الاقامة بإقليم كردستان و البعض الاخر ترك هذه المهنة الانسانية النبيلة خوفا من القتل والخطف ان ذلك للأسف ادى الى خسارتنا للأطباء الاكفاء وحصول الارباك في تقديم الخدمة الطبية للمواطن في المستشفيات . ومن اجل الحد من هذه الظاهرة المشينة فان المشرع العراقي شرع قانون لغرض حماية الاطباء المرقم (26) لسنة 2013 والذي نشر في الجريدة الرسمية جريدة الوقائع العراقية, وان هذا القانون حمى الاطباء من الاعتداءات و المطالبات العشائرية وغير القانونية ووفر ضمانات للطبيب اثناء ممارسته لمهنة الطب فقد ذكر فيه ( ان الطبيب لا يجوز القبض عليه بناء على شكوى تتعلق بمهنته إلاّ بعد أن يتم التحقيق معه بخصوص الشكوى) وكذلك الزمت وزارة الداخلية منح الطبيب اجازة حمل وحيازة سلاح ناري شخصي [مسدس] للدفاع عن نفسه وذكرت في القانون المادة الخامسة (اذ يعاقب بالحبس وغرامة لا تقل عن عشرة ملايين كل من يدعي بمطالبة عشائرية او غير قانونية ضد طبيب عن نتائج اعماله الطبية مع ملاحظة ان فرض هذه العقوبة يكون على مجرد المطالبة العشائرية). وعدت المادة السادسة من قانون حماية الاطباء الاعتداء على الطبيب اثناء ممارسة مهنته او بسبب المهنة حتى ولو كان طبيبا في القطاع الخاص اعتداء على موظف عمومي اثناء تأدية واجبات وظيفته وبسببها اي ان العقوبة شديدة. ولتسهيل تحقيق العدالة فقد انشات محكمة للنظر في شكاوى الاطباء وهي موجودة في رئاسة استئناف الرصافة في بغداد لكي يتم اتخاذ الاجراءات القانونية بحق المعتدي على الطبيب ومن الجيد ان تشكل مثل هكذا محاكم للإسراع في النظر والبت في قضايا الاطباء , وعلى وزارة الصحة متابعة الشكوى القضائية المقامة بحق الاطباء اثناء ممارسته لعمله كطبيب في المؤسسات الصحية الحكومية وتوفير الضمانات التي تشجع الاطباء على الاستمرار بعطائهم وعدم الهجرة خارج العراق وعلى المواطن ان يحترم اصحاب المهنة الانسانية (ملائكة الرحمة) لانهم وهبوا انفسهم لخدمة المريض وانقاذ حياته وكل ما ذكرته اعلاه لا يخص الاطباء الذين تسببوا بوفاة مريض بسبب فشلهم المهني والذين لا يمتلكون كفاءة عالية تساعدهم على تقديم المساعدة وشفاء المرضى فان المقصر منهم لابد ان يقدم للعدالة لمحاسبته عن ما تسبب به للمريض وعلى الاطباء بصورة عامة ان يتعاملوا بمهنية اكثر وان يقدروا ظروف البلد ووضعية المريض ونفسيته وان يقدموا كل ما لديهم من خبرة من اجل صحة المواطن ليتعافى المجتمع و الوطن .