ابنتي خجولة جدا .ما الحل؟
وكالة الناس – ما بين البيت والمدرسة، تتواصل مشاكل الاطفال وهم في طور مراهقتهم الاولى، وهي حالة عمرية بحاجة الى وعي والى سلامة عائلية ومنزل منفتح على الحوار والتنمية الذاتية لكل حاجات وهوايات ورغبات المراهقين.
«ابنتي ذات ال14 عاماً خجولة جداً، منغلقة على نفسها، لا تجيد فن العلاقات الاجتماعية كنظيراتها، فإنها وحيدة لا صديقة مقربة لها بأي مكان، دائماً منفردة في معظم الأوقات»، كلمات عبرت بها الأم الأربعينية «سهير» عن حال ابنتها المراهقة.
وتشاركها وصف الحال الموظفة «أم تهاني» عن ابنتها المراهقة قائلة: «تهاني ذات ال 15 عاما ابنة مدللة لنا كونها وحيدة اذ لا يوجد لها اخوة وأخوات، انها وردة منزلنا، انها الهواء الذي نتنفسه، مما يدفعنا على الخوف الدائم عليها فلا نسمح لها بمغادرة المنزل الا برفقتنا فإننا نوصلها الى مدرستها ونحن من يقوم باصطحابها الى البيت ، كما أنها تقضي معظم وقتها أمام الأجهزة الذكية والكمبيوتر المحمول مما زاد عندها الوحدة وحب الانفراد».
أما عن «أم جويل» فتقول عن التجربة التي مرت بها ابنتها موضحة: «ابنتي كانت في مدرسة مختلطة ومتحضرة جداً والمستوى المعيشي لدى الطلبة عالٍ، وابنتي من النوع الخجول والطبع الهادئ عند المقارنة بأبناء جيلها».
وتابعت: «وذات يوم رجعت ابنتي من المدرسة مكسورة ومحبطة ومحطمة المشاعر وعند استفساري عن السبب، تبين بأن الطالبات سألن زملاءها الذكور ترتيب البنات حسب الجمال من الأكثر الى الأقل وكان ترتيبها الأخير، وتم نعتها بأبشع الصفات مما ولد لديها الشعور بالقهر والسخط».
وأضافت: «ومنذ ذلك الوقت نفرت ابنتي من الصف ومن المدرسة كلها بالرغم من انها من المتفوقات مما دفعنا الى نقلها الى مدرسة أخرى مخصصة للفتيات فقط سعياً منا لإعادة ثقتها بنفسها اليها».
ومن المعروف في هذه المرحلة من العمر، يضطرب كل شيء عند المراهق وتختلف المفاهيم لديه، فلا هو طفل صغير ولا هو شاب كبير.. هو بين بين. فإنه يريد اكتشاف من يكون وماذا سوف يكون، وكيف يبدو في عيون الآخرين الآن.. وعند فقدان المراهق الثقة بالنفس فإنه يدخل في أضعف حالاته النفسية.
الإحساس بقيمة نفسه بين الآخرين
أستاذ الفقه الاسلامي وأصوله الدكتور «محمد علي الهواري» قال ل»أبواب-الرأي» موضحاً: «الأصل أن يعمل الوالدان على اكساب اولادهم الثقة بالنفس التي تعد العامل الاساس في بناء الإنسان، فالثقة بالنفس تعني احساس الشخص بقيمة نفسه بين الآخرين، ولعل النظرة غير الصحيحة للبنت تجعل الحاجة إلى إكسابها الثقة بنفسها أكثر من غيرها».
ومن الأمور التي يستلزم عملها والعمل عليها بينها «الهواري» معدداً: «العلم بأن الإنسان مخلوق مكرم، مخلوق في أحسن تقويم ، ومفضل على كثير من الخلق، قال الله تعالى :لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم سورة التين الآية (4)، وقال الله تعالى: ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا سورة الإسراء الآية (70 ).
وتابع: «إن الله تعالى خلق الذكر والأنثى، ولكل منهما دوره في الحياة الدنيا، وان كون الإنسان ذكرا، أو أنثى ليس باختياره، فقد أراد الله تعالى لحكمة يعلمها أن يكون الشخص ذكرا، أوأنثى . وعلى الإنسان أن يفرح لقدوم الذكر والأنثى على حد سواء.
بالاضافة الى اعتزاز البنت بنفسها ، وانوثتها التي خلقها الله تعالى عليها، فلا تنتقص من شأنها، ولا ينتقص الآخرون من شأنها».
وأضاف: «يجب الطلب من المراهقة ابداء رأيها فيما يعرض عليها من أمور، ومناقشتها فيها للوصول إلى الرأي الصواب والعمل به، والاستماع إليها، وعدم الاستهانة بما تخبر به، أو الاستهزاء بما تقول، حتى تنشأ قادرة على الحديث مع الآخرين، ومحاورتهم، دون خوف، او شعور بالنقص».
وأكمل: «كما العمل على الطلب منها القيام بالأعمال المنزلية، والثناء عليها، وانها جادة، وقادرة على القيام بما يعهد به اليها، وحسن توجيهها عند وقوع خطأ منها.
بالاضافة الى إبعادها عن الخوف والقلق فإنهما العدوان اللدودان للثقة بالنفس، فالإنسان يخاف ان يواجهه الآخرون باللوم والعتاب إذا خالف ما اعتاده الناس، ويدفعه ذلك إلى عدم مشاركة الآخرين مما يفقده الثقة بالنفس، وعلى الإنسان أن يقوم بالإعمال التي ترضي الله تعالى».
أسباب ضعف الثقة بالنفس
ووفقاً لما ذكرته احدى الوكالات عن أسباب ضعف الثقة بالنفس لدى المراهقين:
– عدم استقرار المناخ الأسري: فالشجار الدائم بين الأبوين والخلافات العائلية تضر كثيرا بالحالة النفسية لأبنائنا وثقتهم بأنفسهم.
– الإهمال: أن تهمل الأم ابنها، وألا يراعي الأب ابنه، فلا يجد الإبن حبا واهتماما. وعادة يظن أنه السبب وبالتالي يفقد ثقته بنفسه.
– النقد الحاد والدائم: فتصرخ الأم دائما لإبنها قائلة أنه «مش نافع» و «فاشل» و «مابيسمع الكلام» وتوجه له النقد الحاد الغير بناء.
– حلم الأبوين: كثيرا ما يحلم الأبوان بأن يحقق ابنهما أحلامهما ويمتهن المهنة التي يفضلانها، رغم أنه لا يريد ذلك.
– الضعف الدارسي: أي أن يواجه الابن صعوبات في التعلم لا تمكنه من الحصول على الدرجات التي يسعى إليها.
– المرور بتجربة فشل: لأنهم صغار، يتصورون أنها نهاية العالم إذا لم يكسب مباراة هامة مع فريقه، أو سقط في امتحان ما
– الاعتداء سواء بالضرب أو السب: بعض الأباء يستسهلون الضرب والسب لمعاقبة أبنائهم ولكن هذه الطريقة من أهم مسببات ضعف الثقة لدى الأبناء.
– حب الشباب والتغيرات الفسيولوجية الأخرى: المظهر أكثر ما يهتم به المراهق في هذا السن، وبالتأكيد حب الشباب في وجهه يجعله يتألم نفسيا ويكره أن يبدو بهذا الشكل. كما أن هناك من الأبناء من لا يتقبلون التغييرات الفسيولوجية المصاحبة للبلوغ بسهولة، مما يؤدي لضعف الثقة بالنفس.