ولد حرا وعاش حرا ومات حرا
رحم الله الرحال… سلامة سعيد السعودي …لم يتخرج من كلية ساندهيرست ولا من أكبر الكليات الحربية في العالم …حتى يتعلم الرجولة …تعلم الرجولة من والده ومن أسرته ورصعها من ثديي امه … في مدرسة الرجولة في بلد الجبال تعلم ابجديات العشق للوطن وحب ترابه الطاهر ..ذات يوم وهو طفل استظل تحت شجرة الطيار في جبال ضانا والقادسية وبصبرا عاصمة آدوم …واستذكر جعفر بن أبي طالب وهو يرافق زيدا وعبدالله إلى مؤتة …ورسم حكايتهم بعصا اللوز التي كان يحملها. .. وهي رمز للقوة والصلابة ..لم ينس ان هذه الجبال مدرسة حربية ومدرسة للبطولة ومدرسة لعشق تراب الوطن وصخور الوطن الصلبة …. علم انه ذات يوم سيكون حارسا … ربما يموت في القدس وربما يموت غرب النهر. … وربما يموت شهيدا لواجب نذر نفسه للقيام به …كان يعرف انه مشروع شهادة … في اي لحظة … ليس بالضرورة ان تحارب اﻷعداء الخارجيبن …. أعداء الداخل -يا سلامة – اشد خطرا من أعداء الخارج … إذاعة صوت العرب من القاهرة ذات يوم كانت تتآمر علينا مع السفاحين في الشمال مصاصي الدماء …أشبعنا أحمد سعيد بجعجعته ..كان سقوط اﻷردن المحطة الأولى لتحرير فلسطين ..جوعوا السمك ..ولم نر سمكا رمي في بحر حتى سمك السردين أيها الجندي المرحوم لم يستطيعوا حمله ورميه في البحر. … ببساطتك فهمت درسك جيدا فرددت عليهم ببندقيتك …وانتهى الأمر. … رايتك ايها المناضل في قصر رغدان تجلس على مسطح نجيل تخاطب السفير البريطاني بالحركات لانك لا تتقن اللغة الانجليزية ..مسكت ضمة من النجيل وقد قربتها من فمك ..ووقف السفير مستغربا بستفسر من مرافقه معنى هذه الحركة فقلت له اي للانجليز (حلوا عنا وناكل العشب ) … وطنيتك الصادقة هذه …لم يستطع كبار الساسة في عصرك القيام بها …بل هم من خانوا البلد ورمونا في احضان الانكليز .. يا سلامة … لو كنت من الخون والمارقين والفاسدين …. لكان لك قصر وارصدة .. وتذاكر سفر مدى الحياة لتتجول في العالم وربما كانت لك شركات وثروات وغير ذلك … وثمنا لرجولتك لم تجد بيتا في عمان يليق بك وببطولاتك … عمان التي احتلها لصوص اموال الشعوب في الدول المحيطة … عشت ايها البطل غريبا في وطنك وهذه هي حياة الشرفاء …لانك ولدت حرا وعشت حرا ومت حرا .. أقلامنا كلها لو اجتمعت لن تستطيع ان تكتب عنك ﻷنك رمز – على بساطتك – للرجولة التي افتقدها الفحول.. إلى جنات الخلد ابا سامي من مدينة حائل اكتب لك وعنك