اللهم إشهد .. انها الطفيلة
تمتاز محافظة الطفيلة بوجود العديد من الموارد الطبيعية والتي اغلبها لم يُستثمر بعد كالنحاس والمنغنيز والذهب والرخام والصخر الزيتي والفلدسبار والجبص والدولومايت أو أن الاستثمار فيها كان هامشيا وغير مؤثر في حياة الناس كما هو الأمر بالنسبة للمياه المعدنية الاستشفائية في عفر ومحمية ضانا الطبيعية وفي المقابل تمتاز بأنها الاشد طردا لسكانها بحثا عن حياة أفضل والأكثر في حجم البطالة نسبة الى عدد سكانها ( 196 ) الف نسمة وفق نتائج تعداد السكان ولمساكن الأخير حيث احتلت المرتبة الأولى بين محافظات المملكة في ضعف وتراجع النمو السكاني نسبة للمعدل العام على مستوى المملكة ( 3،1 % ) اسماها الراحل المغفور له بإذن الملك الحسين بن طلال بالمحافظة الهاشمية وهو ما ادخل الفرح والبهجة والسرور في صدور أهلها على أمل ان يشجع ذلك المخططين وصناع القرارت ايلائها الاهتمام الذي تستحقه لكنها بقيت بعيدة كل البعد عن اعين المسؤولين في الحكومات المتعاقبة لتزداد همومهم عاما بعد عام فالزراعة التي كانت تُمثل لهم مصدرا رئيسيا في معيشتهم تراجعت بسبب سنوات القحط والجفاف التي توالت عليها واصبحت لا تكفي همّها والوظائف كانت متاحة امام ابنائهم وبناتهم في الدوائر والمؤسسات الحكومية اشبعت وحتى التجنيد في الجيش والأجهزة الأمنية اصبح في حدوده الدنيا فيما توقف التشغيل ومنذ عدة سنوات في كل من شركتي الاسمنت ( مصنع الرشادية ) والفوسفات ( مناجم الحسا ) بسبب برامج اعادة الهيكلة فيها الذي خفض الاعتماد على القوى البشرية . وشهادة حق يعرفها ابناء المحافظة الهاشمية ( التي همشها ) من من أئتمنوا على ادارة شؤون الدولة الاردنية سابقا ولاحقا وحاليا أن غالبية المشاريع الكبرى التي تم تنفيذها في ما مضى كانت بأوامر ملكية سامية سواء في عهد الملك الراحل أو في عهد الملك المعزز عبد الله الثاني الذي يتصدر أولويات اهتمامات جلالته النهوض بالاردن وتحسين مستوى معيشة أهله ومنها طريق الحسا الطفيلة الذي استغرق العمل فيه 17 عاما ومستشفى الامير زيد بن الحسين العسكري وكلية الطفيلة الجامعية التي اصبحت لاحقا جامعة الطفيلة التقنية وطريق الطفيلة الإغوار الجنوبية ومدرسة الملك عبد الله للتميز وبالمقابل ما زال المواطنون يحلمون بتنفيذ مشاريع تتأتى نتيجة للتخطيط الحكومي وتنسجم مع الميزة النسبية لما تمتاز به المحافظة المحافظة من موارد وخصائص وبخاصة في القطاعات الزراعية والسياحية والصناعية . فالى جانب تجاهل المخططين وصناع القرارات أهمية الاستثمار في مواردها التي تكتنزها وعدم اقامة المدينة الصناعية التي تم استملاك ارضها قبل 15 عاما واكتفت الحكومة انذاك ببناء سور حولها وعدم الاستثمار الأمثل في منطقة البربيطة ومساعدة مزارعيها على الثبات والتي تُمثل سلة انتاج الخضار والفواكه وكذلك في منطقة قرقور جنوبا في لواء بصير التي تنتج اجود انواع الحمضيات وعدم السماح بحفر الآبار الارتوازية في صحراء المحافظة الشرقية لاستغلال مئات الآف الدونمات الصالحة للزراعة فالإهمال يطال ايضا حمامات عفرا المعدنية حيث ما زال السكان يحلمون باقامة منتجعا علاجيا بمستوى ينسجم وقيمة المكان وخصائص المياه الحارة المعدنية التي تضاهي ان لم تكن افضل من العديد من منتجعات الاستشفاء في العالم بالاضافة الى حسن استغلال محمية ضانا ( المسيطر عليها من قبل الجمعية الملكية لحماية الطبيعة ) حيث المجال لاقامة منتجع سياحي فريد من نوعه على مستوى العالم ولا يضر بالبيئة حيث تمنع الجمعية اقامة تلفريك وتخصيص اراضي داخل المحمية لاقامة المرافق التي يحتاجها زوارها . منذ تشكيل الحكومة الحالية وحتى الان زارها وزيران فقط هما وزير التربية والتعليم ووزير الاشغال العامة وشهدت قبل عامين لقاءً في جامعة الطفيلة التنقية جمع قيادات محلية مع مجموعة من الوزراء لمناقشة خطة المحافظة التنموية للاعوام 2014 – 2016 واذكر في تلك الجلسة ان احد الوزراء وفي ضوء ما تم طرحه من مطالب واحتياجات قال للحضور ( حاسبونا بعد مئة يوم من الآن ان لم يتم تنفيذ مقترحاتكم ) ومضت اشهر ومئات الايام ولم يتم شيء على ارض الواقع وحتى ان دولة رئيس الحكومة الذي اكن له احتراما خاصا لم يكلف نفسه بزيارتها . خلاصة القول انني مستاءُ جدا من المصطلح الذي بات يُطلقه بعض ابنائها في جلساتهم العامة ( المحافظة المهمشة ) وهي التي كتب التاريخ ونسج باحرف مضيئة مساهمات رجالاتها في تأسيس وبناء الدولة الاردنية منذ انطلاق الثورة العربية الكبرى فأهلها يمتازون بالصفاء والنقاء والشهامة والكبرياء والنحوة والرجولة وصنعت طبيعتها القاسية رجالا في قمة الذكاء … فهل حظها هو ان تبقى مهمشة أم انه قُصر نظر ابناءً ومسؤولين مؤتمنيين …. اللهم اشهد انها الطفيلة .