0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

بترول رخيص لزمن يطول

ما زالت أسعار النفط العالمية في حالة تراجع متسارع منذ نحو سنة ونصف ، فإلى متى تستمر هذه الفرصة؟.
النفط الرخيص خفـّض خسائر شركة الكهرباء الوطنية بحوالي مليار دينار في سنة 2015 ، ووضع في جيوب الأردنيين مليار دينار مكنهم من الإدخار أو رفع مستوى معيشتهم ، فإلى متى تستمر هذه النعمة التي هبطت علينا ولم تكن بالحسبان؟.
تشير المعطيات العالمية إلى أن البترول الرخيص سيستمر إلى أجل طويل ، فالعرض في ارتفاع ، والطلب في تراجع بسبب البدائل من الصخر الزيتي ومصادر الطاقة المتجددة.
انخفاض أسعار البترول إلى أقل من الثلث ليس ظاهرة اقتصادية فقط ، فله ظروف وتداعيات سياسية أيضاً.
أميركـا تحولت إلى مصدّر للبترول بعد حظر التصدير لمدة 40 عاماً ، ومنظمة أوبك بقيادة السعودية قررت مواصلة الإنتاج عند نفس المستوى العالي الراهن ، بالرغم من الفائض الكبير في الأسواق.
البترول الرخيص يحقق أهدافاً اقتصادية وسياسية ، فمن شأنه ضرب صناعة اسـتخراج البترول من الصخر الزيتي لأنه فقد جدواه التجارية ، وهو يفيد الدول الصناعية المتقدمة في أوروبا واليابان والصين ، وهي المستهلك الأكبر للبترول ، ويلحق الضرر بروسيا وإيران.
في هذا المجال لا بد من ملاحظة أن الخسارة التي تلحق بالسعودية والكويت وقطر والإمارات نتيجة انخفاض الأسعار العالمية للبترول ، تزيد أضعافاً مضاعفة عن خسارة إيران.
مما يزيد الطين بلة أن الدول المتضررة ، وفي مقدمتها دول الخليج العربي وإيران وروسيا وفنزويلا ونيجريا ، أصبحت تعالج نقص إيراداتها عن طريق زيادة كميات التصدير لتعويض ولو جانب من الخسارة ، الامر الذي يزيد العرض ويكبر الفائض ويشكل ضغطاً إضافياً على الأسعار.
لا يستطيع أحد أن يفسر ما حدث بأنه مؤامرة أميركية ، ذلك أن الشركات الأميركية لإنتاج الطاقة تعاني ، وقد استغنت في 2015 عن 94 ألف عامل وموظف. وتقدمت 36 شركة بترول وغاز أميركية بطلبات إعلان الإفلاس.
ظن بعض (الخبراء) أن نكسة أسعار البترول مؤقتة ، وطالبوا الحكومة الأردنية بالدخول في عقود لشـراء احتياجات المملكة لمدة سنة بسعر 80 دولاراً للبرميل ، لكن الحكومة رفضت فكرة المضاربة. ولو فعلت لكان الأردن قد خسر أو فوّت ربح مليارين من الدولارات في السنة.