في ذكرى الانتفاضه الاولى
في مثل هذا اليوم من مساء عام ١٩٨٧ كان العمال العرب الذين يعملون في الكيان الصهيوني عائدين الى أماكن إقامتهم في قطاع غزة ، وخلال توقفهم على حاجز آريز العسكري الذي يفصل القطاع عن الأراضي الفلسطينية المحتلة للتفتيش كما هو معتاد عليه قام سائق شاحنة عسكرية بدهس مجموعة من العمال عامداً متعمداً فإستشهد على الفور أربعة وجرح سبعة منهم وهربت الشاحنة وسط تخاذل الأمن الإسرائيلي بالإجراءات لملاحقة السائق ، وعلى إثر ذلك عمت المظاهرات كافة المدن الفلسطينية وواجهتها قوات الإحتلال بالقمع والقتل ، وأُستعمل خلالها لأول مرة سلاح الحجارة حتى إنها سميت إنتفاضة الحجارة وشارك فيها كافة أبناء الشعب الفلسطيني بمن فيهم الأطفال الذين أطلق عليهم لقب أطفال الحجارة .
طبعاً هناك أسباب كامنة لإنطلاق الإنتفاضة وهي التعسف والقمع الإسرائيليين وسوء الأحوال المعيشية والبطالة والإحباط العام .
توقفت الإنتفاضة عام ١٩٩٣ بعد توقيع إتفاق أوسلو وبلغ عدد الشهداء الفلسطينيين ١٣٠٠ شهيد وقتل خلالها ١٦٠ صهيوني .
للأسف الشديد لم يُستغل التعاطف العالمي والإنساني مع هذه الإنتفاضة الشعبية كما يجب، كما إن تحويلها الى مقاومة مسلحة أفقدها هذا التعاطف وإستغل اليهود ذلك لإستعمال القوة المفرطة لقمع المتظاهرين مما أدى لزيادة عدد الشهداء .