0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
previous arrow
next arrow

" نُريد استيراد مسؤولين"

( بســـم الله الرحمـن الرحيــــم )
” نُريد استيراد مسؤولين”
بقلم : الأستاذ عبدالكريــم فضلو عقاب العــزام
أرجو أن لا تستغرب أخي القاريء هذا العنوان عندما نطرحه في بلدٍ فيه نِسبة المُتعلمين تُضاهي النِّسب في كثيـر مِــن الدُّول المتقَـدِّمَــة، فبَعـد أن واكَــب الشَّعـب مَسِيــرة الكثيــر مِـن قِياداتِنَــا في الصَّـف الأوَّل مِمَّـن يَتَرَبَّعُـون على كَراسِـي القَـرار و علـى مَـدى عُقُـود، وبعـد أن وجَــد أنّ غالبيَّة القَادَة المشهُـود لهم بالنَّظافـة والنَّـزاهــة والتَّفانِــي في خِدمــة الوطــن والمواطِــن هُــم قَصِيـــرو العُمـر في الوظيفَــة لأنَّهُـم يُحاصَرون من عصابات الفساد والمفسدِيــن، وبعد أنْ وجد الشَّعب أنَّ القيادات الخالدة على كراسيها ( أقول الخالدة لأنّها تُورِّث المنصب للولد و ولد الولد) هذه القيادات الخالدة تظَــل تتربَّع مع ثبوت فشلِها في الإدارة والقيادة، فإنني أعتقد أنَّ الشعب أغلب الشعب وقد أجزِم و أقول كُلّــه بات يُريــد استيراد مسؤوليـــن مِـن الخارج تُحَدَّد لهم أهداف عملهم ويحاسَبون بعدها على مقدار إنجازاتهم.
فإن أحسنوا نالوا الأجر و إن قصّروا لا تُجدَّد عقودهم و يُطرَدون.
أقول هذا بعد أن جرّبنا أداء الكثير من مسؤولينا في كل موقع ولا أدلّ على ذلك من فيضانات شوارع عمّان وبيوتها ففي كُـل عام عندما تبدأ تباشير المطـر يبدأ طوفان نوح في كل شارع ونفق فتجد مصارف المياه مُغلقة وإنْ كانت مفتوحة فأنابيبها بِسِعَة أنابيب توزيع المياه على البيوت.
الله أكبـــــــــــر:
وعندما يرتفع صوت المواطن الغارق بالماء والوحل ينبري له المسؤولون وبصوت مرتفع دون خوف أو خجل أن المطر كان هذا العام كالمزاريب وليس بالتنقيط وأن غيوم الكرة الأرضية، رعدها، وبرقها كُلها جاءت فوق عمّان وكأنّ عمّان حديثة العهد بالمطر وكأنّ عمّان لم تشهد الأمطار من أيام الروم وبيزنطة.
تعلو أصوات المسؤولين والفضائيات أين أمين عمّان وأين الاستعدادات لفصل الشتاء؟ وأين؟ وأين؟ ويتناسى الجميع أدوار المسؤولين الذين تعاقبوا على أمانة عمّان مِمّن تميزوا لا أقول ببعد النّظر والتخطيط للمستقبل وإنّما تميزوا بِزَرْعِ بذور الفشل والخراب لمن يلحقهم من مسؤولين وبخاصة إن كان من غير ورثتهم للمناصب.
فاضت عمَّان كما في كل عام وسمعنا اليوم ما سمعناه في كل عام، ولكن لم نرَ أو نسمع أنّ مسؤولاً واحداً كان من الجُرأة فتحمّل نصيبه مِن المسؤولية، أو أنّ مسؤولاً استقال أو أُقيل لتقصيره و فشله. لا بل نرى ونسمع المُقصِّرين قبل الفيضان وبعده يقولون أننا أجرينا كل الاستعدادات وأنَّنا جاهزون لفصل الشتاء. وأننا نتفانى انتماءً لهذا الوطن لنكتشف مع أول قطرة مطر أنّ تصريحاتهم هذه كانوا يُطلقونها و هم يرشفون القهوة حول الطاولة المستديرة و عُمّالهم في الشوارع يتحادثون على الهواتف النقّالة أو يتناولون إفطارهم في المطاعم.
لقد مللنا هذه الصورة و أشباهها في أغلب دوائر الدولة، والمقصِّرون يُغطون تقصيرهم بكلمات يدّعون فيها الوطنية والانتماء، ولا نرى ترجمة لأقوالهم على أرض الواقع.
لهذا نريد استيراد مسؤولين من الخارج شريطة أن تُشكَّل لجنة نزيهة لهذا الغرض و تتملك الفراسة والفِطنة حتى لا تقع في المحذور فيخرج مسؤولونا الحاليُّون إلى خارج الوطن ويلبسون جلوداً غير جلودهم ويعودون إلينا بعقود و رواتب بلا سقوف وعندما تفيض عمّان أو يظهر أي خلل في موقع آخر و تظهر وجوههم و عوراتهم فإذا بنا نكتشف أنّ المتعاقد معهم هم فلان وفلان وابن فلان وفلان و حفيد فلان وفلان الذين نعرفهم ويعرفهم آباؤنا منذ عشرات السنين.
الكاتب: الأستاذ عبدالكريم فضلو عقاب العزام