عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
previous arrow
next arrow

المناهج المدرسية.. بين تشخيص الأزمة و"تطنيشها"!

على مدى الأشهر القليلة الماضية، شكلت المساهمات التربوية والفكرية، للأستاذ حسني عايش والدكتور ذوقان عبيدات، التي تحرص “الغد” على نشرها بصورة دورية، حول المناهج المدرسية، إضافة نوعية ومهمة، للنقاش العام حول قضية الساعة في الساحة العربية والأردنية، وهي تقدم خطاب التطرف الفكري والديني، وانتشاره في مسامات وتفاصيل حياتنا اليومية، وتراجع مساحات الإبداع والتفكير الحر. 
لا شك في أن مفكرين وتربويين وأكاديميين، قدموا إسهامات كبيرة في هذا المجال، وتزخر المكتبة العربية بمؤلفات ودراسات مهمة، تناقش قضايا التربية والتعليم والفكر والتطرف والتنشئة الاجتماعية، وما يعتورها من إشكالات واختلالات، تنتج في المحصلة مجتمعات عربية، يطغى فيها الإقصاء للآخر، والتطرف، والعيش في الماضي، وانغلاق الأفق إنسانيا وفكريا، والتراجع علميا وحضاريا. 
كل ذلك وأكثر، تحفل بها مؤلفات مفكرين عرب كبار، لكنها، وللأسف، تبقى حبيسة حلقة صغيرة من المثقفين والمهتمين والمنتديات النخبوية، ولا تتسرب بتأثيراتها وتنويراتها إلى مفاصل المجتمعات العربية، فيما تطغى الثقافة السائدة، التي تشكلها منابر الكثير من الجهلة، ومؤلفات تجهيل، تملأ رفوف المكتبات والفضاء الإلكتروني، وتبثها قنوات فضائية باتت تتناسل كالسرطان، لتصنع جهلا وتخلفا وانغلاقا عاما، يغلف بخطاب ديني وتراثي قاصر وسطحي، يحرص أصحابه على إقامة العداء بينه وبين العقل والإنسانية.
نقول، إن دراسات وكتب التنوير والفكر المحترم، موجودة، وثمة إرث عظيم قدمه مفكرون وباحثون عرب في هذا المجال، لكن أهمية ما يقدمه اليوم الأستاذان عايش وعبيدات، عبر سلسلة مقالاتهما ودراساتهما، هو تعميم خلاصات ونظريات التربية الحديثة، وأعقد القضايا الفكرية والتربوية، بصورة سلسة غير معقدة، وأسلوب جزل وبسيط في ذات الآن، وعبر وسيلة تواصل (الصحيفة)، لا تقتصر قراءتها وتأثيراتها على شريحة النخب الفكرية والمثقفة، أو المختصين فقط، بل تذهب بزبدتها الفكرية والعلمية إلى كل الشرائح.