د. يوسف العجلوني يكتب ..السلاح بيد الجاهل والغبي والأحمق والجبان وال…. بجرح
د. يوسف العجلوني
الرجولة صفة يمتلكها من تربى عليها وعاشها ، وهو من يمكن الإعتماد عليه في كثير من الأمور ، ويكون له وجوده وقدره ، ويستطيع أن يحمل السلاح بفخرٍ وتمكّن ، وهو قادر على إستخدامه بالشكل الصحيح وفي الوقت والمكان المناسب.
إذا كان هنالك شروط ومواصفات لمن يحمل السلاح الناري ذو التاثير الفردي والضرر المحدود ، فكيف إذا كان هذا السلاح هو المنصب والسلطة واتخاذ القرارات التي تؤثر على المجتمع كله.
المنصب سلاح البناء وتطوير المؤسسات والنهوض ، ولكن عندما يتولى المنصب شخص جاهل أو أحمق أو غبي أو جبان ، ويشعر بوجود سلطة وقرار له ، وهو غير مؤهل لذلك ، سوف يتحول مكان العمل إلى بيئة غير صالحة ، حيث يكون الهجوم واضحاً ، ويكون استخدام سلاح المنصب ضد الكفاءات والرجال ، وخاصة عند غياب الرقابة ، وعدم وجود قانون يحمي الناس المميزين أصحاب القرار.
الجاهل دائماً يتمتع بالرضا التام عن نفسه ، ويعتقد أنه مستقيم وعلى حق في جميع المواقف ، تراه يغضب دون سبب ، ويتكلم كثيراً وفي أي موضوع ولا يفهم عليه أحد ، لا يعرف صديقه من عدوه ، يعادي من يواجهه بالحق والمعرفة ، ويشعر بقوته أمام الأنذال ، لا يثق بنفسه، يتخذ من الحقد قوةً ، وليس له وجود إذا أُزيل من المنصب.
الغبي يُشكّل خطراً كبيراً على المحيطين به إذا أتيح له سلاح السلطة ، لأنه غير متدرب عليه ولا يساعده عقله على استخدامه الصحيح ، ولذلك يجب عدم إعطائه سلاح السلطة تحت أي ظرف كان.
الأحمق عندما يوضع لصدفة ما ، أو لترتيب ما ، في غير مكانه ، وهو لا يستحق ، سوف يبقى فاقداً للثقة بنفسه ، وفاقداً للرؤيا ، لذلك سوف يتصرف حسب ما تمليه عليه الظروف ، أو كما يُطلب منه ، فهو لم يتوقع يوماً أن يكون بهذا المنصب ، ولم يكن له أهمية ولا اعتبار ، سوف يبقى يظن أن هناك من يراقبه ويحيك له المكائد ، ويشك في كل من حوله ، متغير المزاج ، لا ينظر للأمور إلا من منظوره ومصلحته الشخصية ، يكرر الخطأ ، وينسحب عند المواجهة ، ويهرب من مواقف القوة والرجولة ، هو جبان والفشل والخزي هي نهايته ، لأن شيمته الغدر ، ويخون الأمانة.
يرى الجبناء الظلم والتعسف بحق الآخرين والمؤسسات والوطن أمراً سهلاً، ويطأطوأ رؤوسهم ويرضخون خوفاً على الوظيفة أو المنصب. وليس لديهم أي شعور بالممانعة من أن يعيشوا في مضمار الذل والهوان ، لذلك يكون العرف عند هؤلاء المتسلقين الحمقى أنه لابُدّ أن يكون مجاملاً ذليلاً ليكون مقبولاً ، حتى لو كانت هذه المجاملة تصل إلى حد الاستجداء والكذب والقباحة ، وقد يصل بهم الأمر الى أن يكتبوا شهادة غير صحيحة ويكون الله لهم بالمرصاد في الدنيا والآخرة ، وهم أنفسهم سوف يعرفون يوماً أن الباطل زائل وأن قول الحق موجود وثابت وسيبقى.
الجاهل والغبي والأحمق والجبان يُعرفون من تصرفاتهم التي تكشفها الأيام ، هم الذين لا يسمعون ولا يفهمون ويفتون بما لا يعلمون ، مصيبة أن يكون الجهل عند شخص تعلّم في جامعة ، أو تدرّب في معهد وهو لا يستطيع أن يعترف بجهله ،فكيف وهو ذو شخصية مهزوزة وهشة ، أجوف فكرياً وثقافياً ، وإذا كان الجهل مصيبة ، والحمق ضياع ، والغباء دمار ، والجبن نقص ومذلة ، فكيف عندما يجتمع هؤلاء الأربعة في مؤسسة واحدة ؟ أو كيف إذا اجتمعت هذه الصفات الأربعة في شخص واحد ؟
الجهلة والأغبياء والحمقى والجبناء لا يُعتمد عليهم إذا كان الهدف هو التقدم والرفعة والإستمرارية والبناء ، ولا يعنيهم المجد والعزة والإباء، ولا تؤثر فيهم المبادىء ولا الأخلاق ولا أي وازع ديني ، وهم هدف ووسيلة ، يختارهم الضعفاء والفاسدون ، لتعيينهم مسؤولين ، ليس لمؤهلاتهم ، ولكن لتوفير بيئة عمل صامتة عن الحق وتطبيق كل ما يُملى عليهم إن كان حقاً أو باطلاً.
الجهلة والأغبياء والحمقى والجبناء هم عدو المؤسسات والوطن ، وهم البلاء بعينه ، وبداية كل قصة فساد ، وأساس للظلم وفقدان الثقة بالدولة ، ومصدر للهدم وانهاء للتفكير بالتحسين والتطوير، يقضون على هيبة المؤسسة، ويطمسون الأمل والنظرة المستقبلية الجميلة ، لذلك لا يستحقون البقاء في مناصب صُنعت للرجال ، لأنهم لا يستطيعون الإستمرار طويلاً ، ومن السهولة معرفتهم ، ولابدّ في وقت ما أن ينكشفوا من عامة الناس، وخاصة بعد فقدانهم سلطة المنصب ، لذلك فإن الجبناء لا يستحقون أن يكبروا منذ البداية ، فالحياة والمجد والأوطان صنعت للاقوياء والشجعان.
الأصح والأفضل والأمثل عدم التغاضي عما يقوم به الجهلة والحمقى والأغبياء من تصرفات أو تفاهات ، ويجب إلزامهم بالحق وإيقاف التراجع بالمؤسسات والترهل الإداري وضياع الكفاءات ، لأن السكوت عن الجهلة يزيدهم وقاحة ، ويزيد أتباعهم فساداً ، لذلك إسكات الجهلة والأغبياء وأتباعهم يكون الحل ويكون هو الخير للطريق الصحيح حيث الأمل والمستقبل.
وأخيراً أقول : مادام يستمر الجهلة والحمقى والأغبياء والفاسدون والأنذال والانتهازيون والمتسلقون والمنافقون وال….. في المنصب والسلطة ، ويكون بيدهم سلاح وقوة ، ولا يجدون من يردعهم ويضع لهم الحدود ، ويحاسبهم ، فمن الصعب الحديث عن الأمل والتطوير والتقدم والمستقبل.
أنا أنصح بعدم دعم وجود أشخاص غير مناسبين في مواقع المسؤولية التى تخص الوطن والمصلحة الوطنية وتؤثر على قدرات الوطن وثقة الناس وانتمائهم.
د. يوسف العجلوني