0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
previous arrow
next arrow

.. علك مصدّي!

يبدو تحذير صحيفة «الثورة» السورية من وصول «نار الإرهاب إلى الأردن ولبنان»، أقرب إلى التهديد منه إلى رؤية سياسية مستقبلية، فوصول الإرهاب إلى البلدين «لأنهما يفتحان حدودهما أمام المسلحين المتجهين إلى سوريا»، يعني أن هذا الإرهاب هو في يد القرار السوري يأتمر بأمره، ويوجهه إلى حيث يشاء .. إلى الأردن ولبنان!!. وطبعاً فصحيفة «الثورة» السورية لا تأتي بهذا التهديد على ذكر تركيا لأسباب يعرفها العارفون بحجم المأزق الذي يعيش فيه النظام، وإعلامه، ومخابراته!!.
لقد بعث النظام بتهديده رسمياً عن طريق سفيره في لبنان. لكنه لن يجرؤ على بعث مثل هذا التهديد للأردن، فالجميع يعرف أن النظام السوري يهدّد لبنان بحزب الله الذي يحتل جزءاً من الحدود السورية – اللبنانية، ويجعل منها قاعدة لانطلاق «المجاهدين»، الذين يقاتلون جيش سوريا الحر، وقاعدة إيواء وتسلّم جثث مقاتليه!!. فحزب الله، كالنظام، يتلطى من إسرائيل بالانسحاب من جنوب لبنان ويمارس الاستعراضات الإرهابية في الضاحية الجنوبية من بيروت.. في حين أن «الجبهة» مغلقة بقوات الأمم المتحدة حتى نهر الليطاني.. وقلنا انه كالنظام السوري, لأن النظام بقي ثلاثة عقود ونيّفا يصمد ويمانع في الجولان وراء القوات الدولية, فلم تنطلق رصاصة منه على إسرائيل.. في وقت كانت إسرائيل تعربد في جنوب لبنان وفي غزة وتفعل ما تشاء في سوريا ذاتها!!

ومع ان الأردن يعرف كيف ولماذا وعن طريق من تتحرك المجموعات الإرهابية التي تشير إليها صحيفة الثورة السورية, ويعرف كيف يتعامل معها, يعرف أيضاً أنها في كل نشاطاتها السابقة كانت تنطلق من دمشق, وبرعاية مخابراتها. وما يحدث في سوريا الآن, إذا كان لهؤلاء الإرهابيين يد فيه, إنما هو الارتداد الطبيعي للعنف الأعمى والقتل والتدمير على أصحابه. ولا نظن أن ثمانين ألف شهيد سوري ومئات الآلاف من المقاتلين من اجل حرية وطنهم هم إرهابيون, فالإرهابي هو النظام الذي يقاتل شعبه، ويقصف مدنه بالصواريخ البالستية، وبطائرات الميغ والسوخوي، وبدبابات تي 84!!.
لا يستطيع النظام السوري تهديد الأردن، لأنه يعرف ما الذي حدث لثلاثة ألوية مدرعة اقتحمت حدوده الشمالية عام 1970.. وارتدت على أعقابها. وكان ثمن هذه المذلة الحركة التصحيحية لحافظ الأسد وزير الدفاع الذي اعتبر القيادة المراهقة للأتاسي – جديد – ماخوس جريمة يجب معاقبتهم عليها.
.. التهديد لا ينفع في التعامل مع الأردن، الذي يحتضن مليون سوري هربوا بأرواحهم من نظام منهمك بتوزيع السمن والعسل على شعبه، فهؤلاء الذين يجتازون حدودنا هم وحدهم سوريا.. أما تهديدنا بالإرهاب.. فعلك مصدّي!!.