صباح الخير !
السبت صباحا قرأت ما قاله وزير الداخلية الأخ سلامة حماد في كلمة ألقاها بمناسبة انعقاد ورشة عمل بعنوان ” آلية التنسيق لغايات الاستجابة الإنسانية ” وأعجبني ما ذهب إليه من تأكيد على أهمية ” إدارة الأزمات والكوارث ” وشرحه لمعاني الجاهزية والاستجابة والتنسيق بين جميع الجهات المعنية ، وسرني كذلك أن تنعقد ورشة عمل من هذا النوع لوضع تصورات لمفهوم إدارة الأزمات ، ومتطلبات إدارتها ، وتطبيقها على أرض الواقع باستراتيجيات وخطط قابلة للتنفيذ بسرعة وإتقان .
تعريف الأزمة في معجم المعاني هو الشدة والضيق ، وكل تعريف لعلماء الإدارة وغيرهم يستند إلى هذا المعنى للدلالة على وجود مشكلة ذات خطورة معينة ، يتوجب حلها قبل أن ينفلت زمام السيطرة عليها ، فتؤدي إلى نتائج وخيمة ، وعلى العكس من ذلك فإن التصدي للأزمة مهما كان نوعها وحلها أو درء مخاطرها ، يؤدي إلى نتائج تفوق في أهميتها النجاح التلقائي للسياسات القائمة ، ذلك أن القدرة على مواجهة الأزمات تدل على سلامة الأجهزة ، وكفاءة القائمين على الأمور ، وقدرتهم على اتخاذ القرارات الصائبة ، وروح المبادرة ، والتعاون والتنسيق ، والاستفادة من التجربة أو الدرس .
كل ما قاله وزير الداخلية حول عناصر وسمات الأزمات وأنواعها ومتطلبات مواجهتها صحيح ، وهو كذلك محق في قوله أن الأردن صاحب خبرة طويلة في التغلب على الأزمات ، والأمثلة على ذلك كثيرة ومعروفة ، ولكنني أرغب في أن أضيف على ذلك أن مفهوم إدارة الأزمات يجب أن يتحول إلى منهج إداري أو وحدات متخصصة في كل مؤسسة من مؤسسات الدولة العامة والخاصة ، فنحن نعيش في منطقة مأزومة ، إن لم نكن في عالم مأزوم ، وحجم المفاجآت فيه لم يسبق له مثيل ، والعامل الزمني قصير أمام المخططين كي يستوعبوا حالة الاضطراب التي تسود النظام المالي والاقتصادي والسياسي العالمي ، وكل ما يدور حولنا لا يفصل بين أن يتحول إلى حل معقول أو أزمة مدمرة سوى خيط رفيع !
ليل هذه المنطقة طويل ، وظلامه دامس ، ونحن نشتاق لفجر جديد يمنحنا القدرة لكي نقول لبعضنا البعض ” صباح الخير ” !
yacoub@meuco.jo