عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

متحف سرسق في بيروت يفتح أبوابه على كنوز الفنون المعمارية

 افتتح متحف سرسق في بيروت أبوابه مجددا أمام زواره للمرة الأولى منذ ثماني سنوات، مخبأ وراءها كنوزا من الفنون المعمارية والمعارض الفنية، ليكون أول متحف تفاعلي للفن المعاصر في لبنان.
وظل المتحف المقام في بناء مشيد في مطالع القرن العشرين، مقفلا طوال السنوات الماضية، لإجراء أعمال إصلاح وترميم. وهو بات جاهزا لفتح أبوابه وعرض الأعمال الفنية اللبنانية.
على جدرانه علقت صور من مناطق عدة من الشرق الأوسط، من مجموعة فؤاد دباس، ولوحات تجريدية تعود إلى الستينيات من القرن العشرين، حين كان لبنان يعيش عصره الذهبي.
وخارج المبنى، يرتفع سلمان يتوسطهما قوس، على مدخل علية ينوي المشرفون على المتحف تخصيصها لنشاطات فريدة في لبنان.
ويقول وزير الثقافة اللبناني السابق طارق متري رئيس المتحف “المتحف بنظر الكثيرين هو مكان للزيارة والمشاهدة. نحن نتمنى أن يكون هذا المتحف أكثر من ذلك، أن يكون مكانا للتفاعل”.
من بين البرامج التي يسعى المتحف لتنفيذها جولات ليلية في شوارع العاصمة برفقة فنانين محليين، وتنظيم جلسات دراسية لفن التصوير للمراهقين.
وتشكل هذه المشاريع وأمثالها فسحة أمل لسكان بيروت المحرومين سوى من عدد قليل جدا من المتاحف والمساحات العامة.
وتقول زينة عريضة مديرة المتحف “مع أننا في متحف، لكن علينا أن نحول المكان إلى مساحة تفاعل ولقاء، المدينة محتاجة إلى مساحات عامة، إلى مساحات يمكن للناس أن يعبروا فيها عن أنفسهم من دون أن يتحول ذلك إلى نزاع”.
فتح متحف سرسق أبوابه للمرة الأولى في العام 1961، نزولا عند رغبة مالك المبنى نقولا سرسق الذي أوصى بتحويل بيته إلى متحف بعد وفاته.
وفعلا، تحول هذا المبنى الى مساحة عرض للفنانين اللبنانيين والأجانب، وعرف نشاطا كبيرا منذ ذلك الحين وحتى اندلاع الحرب اللبنانية في العام 1975.
ومن مواسمه الأقوى “معرض الخريف” الذي كانت تتوالى عليه طلبات الفنانين الراغبين في أن يجدوا فيه زاوية لعرض أعمالهم.
وما تزال اللافتات القديمة المعلقة على الجدران تشهد على هذا العصر الذهبي الذي عاشه المتحف.
ويؤكد القيمون عليه عزمهم استعادة ألقه بأسرع وقت، وإطلاق “معرض الخريف” مجددا، وذلك في موسم العام المقبل.
وتقول زينة عريضة “علينا أن نبذل جهدنا لكي تكون مقاربتنا للفن المعاصر خفيفة، فصحيح أن الناس يأتون إلى المتحف للتعلم، وهو بهذا المعنى مكان تعليمي، لكنهم يأتون أيضا للمتعة، فهو مكان يمكن للناس أن يتعلموا فيه من دون أن يشعروا بالملل”.
وتقول نورا رازيان المسؤولة عن البرامج إن الكثير من النشاطات المرتقبة سيكون موجها للجمهور ولأعمار واهتمامات مختلفة.
ومن الأنشطة المقررة للأشهر الثلاثة الأولى دروس في الاعتناء بالحدائق، وجلسات حوار خصوصا حول موضوع المساحات العامة.
وحفاظا على الهندسة المعمارية للمبنى العائدة للعام 1912، شق مهندسون مساحة تحت الأرض بعمق عشرين مترا، ستقام فيها المكتبة والمسرح وقاعات العرض وغرف التخزين والترميم.
وترى مديرة المجموعات المعروضة ياسمين شمالي، أن متحف سرسق يشكل شاهدا “على تاريخ الفن في بيروت”.
وتضيف “أنه أول متحف للفن المعاصر يعرض قطعا تؤرخ لتاريخ الفن”.
فمعرض “نظرات على بيروت” يقدم صورا ولوحات تصور تحول بيروت من مدينة وادعة في العام 1800 إلى مدينة تعج بالحياة في العام 1960.
وهندسة القصر نفسها شاهدة على العمارة في بيروت في مطلع القرن التاسع عشر، والتحولات التي طرأت عليها، ولاسيما عند المقارنة بين البناء القديم والبناء الجديد.
وتقول رازيان “ينبغي على المتحف أن يعكس حال مجتمعه حتى يبقى ذا أهمية، ويبقى محور نقاش حي في المجتمع المدني”.
وتضيف “الفن ليس ما نراه معلقا على الجدران، الفن أيضا هو الطريقة التي نرى العالم بها، والطريقة التي نفكر بها”.