عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
previous arrow
next arrow

بانتظار الوليمة

   
 
وقف الصبي الصغير حاملا بيده الوعاء الذي رجته امّه أن يذهب به الى مكان الوليمة الكبيرة التي سيقوم بها الشيخ لتكريم الضيف الكبير , ذو الهمة العالية والعمل الدؤوب في خدمة بلده واهله , الذي يزور بلدتهم لأول مرّة للالتقاء بالناس المتشوّقين الى سماع حديثة, في القاعة الكبيرة , لأنه صاحب الخبرة الطويلة , والرأي السديد , والتجربة المديدة , وله الحضور المميّز في المحافل على مستوى الوطن والعالم , هو وحده من سيكون قادرا على حلّ المشكلات العالقة في مدينتهم , وهو وحده الذي لا يصعب عليه شيء ,و القادر على اسعادهم.
اقترب الصبي الصغير من الخيمة الكبيرة التي نصبها الشيخ ليستقبل فيها الضيف الكبير , وفجأة أحسّ بدوار من الضربة الموجعة التي وجهها الى صدغه أحد الذين يقومون على خدمة الخيمة والضيوف , والذي نهر فيه أن ابتعد من هنا والاّ , وأنتفض الجسم الصغير مهرولا , ومبتعدا عن هذا الرجل الذي لا توجد بقلبه رحمه , ولعن الساعة التي أخرجهم فيها المدير مبكّرين من المدرسة , لان معلّمين قد غابا عن الحصّتين الاخيريتين , ولولا ذلك لكانت أمّه ستطلب من أخته الصغرى الذهاب الى مكان الوليمة , وربمّا لن يضربوها , واتكأ على جدار بعيد , يرقب القادمين الى الخيمة من أهل البلدة مبتسمين مهللين .
وفي القاعة الكبيرة , حيث جلس المستمعين الى الضيف الكبير , الذي كان قد بدأ حديثه بمدحهم وذكر صفاتهم , ومكانتهم ومكانة بلدتهم في نفسه , وأنه ما اتى اليهم قاطعا المسافات الطويلة , تاركا أعماله الكثيرة , الاّ لأنه يحبهم , ويرجو لهم ولبلدتهم الخير , والحياة الكريمة , وبشّرهم بالمشاريع التي سوف تقوم فيها , وأنّ ,الجميع , نعم الجميع , سيجدون عملا لائقا برواتب عالية , في استثمارات كبيرة سيقوم بها أجانب يرغبون في انشاء مشاريعهم في بلدتهم ,وأنّ الازدهار سيكون عنوان الحياة القادمة لهم ولأبنائهم من بعدهم , وضجّت القاعة بالتصفيق العاصف والمستمر .
لم يستطع الصبي مغالبة النعاس الذي أصابه , فجلس على حجر , وأرخى رأسه على الجدار , وغفى , ورأى نفسه وأخوته الصغار متحلّقين على وجبة شهيّة , لم تكن أمّه تستطيع أن تعدّها لهم لولا الوليمة الكبيرة , ووصل الضيف الكبير الى الخيمة الكبيرة سعيدا , وهو يعدّ نفسه لالتهام وليمة كبرى هنا ووليمة أكبر في المشاريع القادمة .