التسويق الهاتفي الوهمي
يعد التسويق أسلوباً مهماً من الأساليب التجارية، ولا أبالغ إذا قلت أن جزءاً كبيراً من التجارة مبني عليه؛ لأنه يساهم في تسهيل التعامل، والتواصل مع الزبائن، وتوصيل المعلومات لهم حول السلع، والخدمات التي تقدمها الشركات والمؤسسات المختلفة، ويجب أن يكون أسلوب التسويق شفافاً، وواضحاً، حتى يشعر الزبون بمصداقية في التعامل معه، ولكن للأسف يقوم بعض الأشخاص، بإستخدام أسلوب تسويق هاتفي وهمي، الهدف منه جذب الناس، والإيقاع بهم لشراء أشياء، أو استخدام خدمات، لا تفييدهم بشيء، ليدخل نوع التسويق هذا من باب الاحتيال على الآخرين.
ظهر التسويق الهاتفي الوهمي بشكل ملحوظ، وبدأت بعض الشركات الغير معروفة تنتهجه، من أجل خداع الناس وتحقيق الربح المالي، فيتفاجأ الشخص في الصباح الباكر، بسماع صوت جرس هاتفه المحمول، وعندما يرد يسمع صوت فتاة تتحدث بأسلوب لبق، وتقوم بتهنئته بسبب حصوله على عدة جوائز من قبل الشركة، وتخبره بأن اختيار رقم هاتفه تم بشكل عشوائي، وللأسف يصدق بعض الناس كلام الفتاة، وخصوصاً لإلحاحها بضرورة القدوم لتسلم الجوائز التي حصلوا عليها، ولكنها تشترط عليهم دفع مبلغ رمزي، وتأتي الصدمة بسبب هذا الشرط المالي، المبني على النصب، والاحتيال، والخداع على الناس.
ينتشر هذا النوع من التسويق، بسبب وجود أشخاص يعملون به، وينجح أصحاب تلك الشركات بخداع الباحثيّن عن فرصة للعمل، بسبب سهولة التوظيف وسرعته، وعدم اشتراط وجود أي شهادات دراسية أو خبرات سابقة، ويحرصون في الغالب على اختيار الفتيات لهذه الوظائف، بسبب امتلاكهن للمقدرة الصوتية، واللباقة في الحديث، ومن ثم يتم تدريبهن على طريقة التسويق المستخدمة مع الناس، أما بالنسبة للرقم الذي يتم اختياره بشكل عشوائي فهذا الشيء ليس إلا كلام بكلام، ولا صحة له، فببساطة تؤلف الموظفة أي رقم هاتف، ومن ثم تتصل على صاحبه، وبعد الإنتهاء منه، تقوم بتغيير آخر رقم أو رقميْن فيه لتحصل على رقم جديد وهكذا، حتى تتصل بأكبر كمية من الأرقام، لتنطلي الخدعة على بعض الناس، أو ليكتشفها البعض الآخر وينهون المكالمة على الفور.
استغرب من هذا الأسلوب التسويقي الذي تتبعه تلك الشركات، والتي لا يهتم أصحابها إلا بالحصول على مردود مالي فقط، ولا أبالغ إن قلت بأنهم يضعون ضمائرهم في ثلاجات وينسونها، فيعتبر الكثير منهم أن ما تقوم به شركاتهم هو نوع من أنواع التجارة، ولا يضعون أي اعتبارات في المقابل لمدى مصداقيتهم في التعامل مع الناس؛ لأنهم ببساطة يعتمدون على الاحتيال في عملهم، وأنصح الموظفات، والموظفيّن الذين يعملون بمثل هذه الوظائف بالابتعاد عنها، حتى لا يشاركوا في النصب على الآخرين، ويجب على أصحاب تلك الشركات وضع مخافة الله أمام عيونهم، والعمل في مهن أخرى تضمن لهم راحة البال، والضمير.
مجد مالك خضر
mjd.khdr@yahoo.com