الاعتداءات الإسرائيلية
ان الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة للحرم القدسيّ الشريف والاعتداءات المتكررة على المسجد الأقصى وسائر الأوقاف الإسلامية، واللجوء إلى استخدام القوة المفرطة ضدَّ المصلّين المدنيين العُزَّل، تجاوزت كل حدود المنطق والأعراف الدولية والإنسانية.
ونطالب بإجراءات عاجلة للحيلولة دون جرّ المنطقة إلى حرب دينية خاسرة للجميع، من شأنها أن تشعل العالم بالعنف والتطرف والإرهاب.
ضرورة عقد مؤتمر قمة عربية، ومؤتمر قمة إسلامية عاجلين، لبحث مختلف الخيارات في مواجهة الهجمة الإسرائيلية، واتخاذ مواقف موحدة إزاء التهديدات التي تتعرض لها الأماكن المقدسة.
والأحداث الجارية في مدينة القدس المحتلّة، التي تصرّ سلطات الاحتلال الإسرائيلي على تأجيجها بالانتهاكات المستمرة للحرم القدسيّ الشريف والاعتداءات المتكررة على المسجد الأقصى وسائر الأوقاف الإسلامية، وباللجوء إلى استخدام القوة المفرطة ضدَّ المصلّين المدنيين العُزَّل؛ بمَن فيهم النساء والشيوخ وطلاب العلم وحراس المسجد، ومحاصرتهم وطردهم من ساحات المسجد الأقصى وإغلاق باحاته، وفي الوقت نفسه حماية الاقتحامات الهمجية للمستوطنين والجماعات الصهيونية المتطرفة، وخصوصاً منظمات الهيكل، في إطار خطة التقسيم المكاني والزماني للأقصى وانتهاز كل فرصة تلوح لبناء الهيكل المزعوم.
ونحيي صمود العرب المقدسيين ومقاومتهم الباسلة لهذه المحاولات، ودفاعهم البطولي عن مقدسات الأمّة العربية والإسلامية وعن حقوقهم الإنسانية المشروعة؛ وندعو إلى مواقف وإجراءات عملية لدعم ثبات المقدسيين على أرضهم والوقوف إلى جانبهم بكافة الوسائل، والتعبير عن الرفض المطلق للاعتداءات الإسرائيلية على القدس ومقدساتها وأوقافها ومواطنيها العرب.
وفي ضوء النتائج الخطرة لتلك الممارسات الإسرائيلية، التي تجاوزت كل حدود المنطق والأعراف الدولية والإنسانية، وندعو إلى إجراءات عاجلة للحيلولة دون جرّ المنطقة إلى حرب دينية خاسرة للجميع، من شأنها أن تشعل العالم بالعنف والتطرف والإرهاب، ما يحتم دعوة القوى الدولية المعنية، والدول الإسلامية، ومجلس الأمن الدولي، وجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، وكافة المنظمات الدولية والإقليمية، إلى القيام بمسؤولياتها القانونية والأخلاقية، وسرعة التدخل لوقف ما يتعرض له المسجد الأقصى والأماكن المقدسة وحماية العرب الفلسطينيين في القدس الشرقية وباقي المناطق الفلسطينية من الاعتداءات والانتهاكات والسياسات الإسرائيلية الجائرة.وإنّ المسؤولية التي تحملها القيادة الهاشمية ممثلة في جلالة الملك عبدالله الثاني برعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف متعاونة مع الرئاسة التي يتولاها صاحب الجلالة الملك محمد السادس المعظم للجنة القدس المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي تقود الجهود الفاعلة المؤثرة لحماية المسجد الأقصى المبارك والمدينة المقدسة من ممارسات سلطات الاحتلال وتجاهلها للقوانين والمواثيق والأعراف الدولية في تعدّيها على حرمة أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، مسرى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ومعراجه إلى السماوات العلى، ما يتطلب حشدًا لكل الجهود العربية والإسلامية لوقف هذا العدوان.
وفي هذا الإطار نؤكد ضرورة عقد مؤتمر قمة عربية، ومؤتمر قمة إسلامية عاجلين، لبحث مختلف الخيارات في مواجهة الهجمة الإسرائيلية، واتخاذ مواقف موحدة إزاء التهديدات التي تتعرض لها الأماكن المقدسة، وأيضاً اتخاذ إجراءات من شأنها وقف كل أشكال التهويد والمصادرة والعزل والعنف الجسدي والاعتقالات الجماعية التي تقوم بها سلطات الاحتلال في المدينة المقدسة، وذلك استناداً إلى قرارات المجتمع الدولي الذي ما زال يرفض الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، كما يرفض كل الإجراءات والقوانين والمواقف الرسمية الإسرائيلية المتعلقة بمدينة القدس العربية منذ احتلالها عام 1967، ما يتمثَّل في جميع القرارات الصادرة عن أجهزة هيئة الأمم المتحدة، خاصة الجمعية العمومية للأمم المتحدة ومجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية التي تعتبر القدس الشرقية جزءاً لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة، ما يعني أن هذه القرارات هي جزء من القانون الدولي العرفي، الأمر الذي يجعلها بهذه الصفة مُلزِمة للدول كافة.
إن تفعيل هذه الضمانات القانونية الدولية على أرض الواقع ومواجهة الاستخفاف الإسرائيلي بها، يتطلَّب أن لا تلين مواقف العرب والمسلمين في مواجهة هذه الاعتداءات الصارخة حفاظاً على هوية القدس أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ومدينة الأنبياء. فمن المعلوم أنه لا زالت إجراءات التهويد تتواصل كما تتمثل في بناء المستوطنات حول القدس وداخلها وربط المدينة بشبكة طرق عبر أنفاق وجسور القدس الغربية، كما تواصل إسرائيل إجراءاتها للتقليل من عدد السكان العرب فيها وذلك باتباع أساليب بطش استعمارية من تدمير لمنازل ومنع إنشاء مبانٍ جديدة، والتضييق على إقامتهم في منازلهم ومنع الغائبين من العودة إلى ديارهم ثم التضييق عليهم في مدارس أبنائهم الذين عليهم تخطي جدار الفصل العنصري يوميًا. ومن المهم ملاحظة أن لا دولة ذات سيادة في العالم اعترفت حتى الآن بأن القدس عاصمة إسرائيل، حتى أن المحكمة الفيدرالية العليا في الولايات المتحدة أكدت في حكم قضائي حديث أن الحكومة الأمريكية لا تعترف بأن القدس جزء من إسرائيل.
وأن على إسرائيل، كما تعهدت في السابق، احترام الدور الخاص للمملكة الأردنية الهاشمية في رعاية الأماكن المقدسة في القدس.
كما ندعو جميع الفعاليات في الوطن العربي والعالم الإسلامي، إلى العمل بالوسائل السلمية لأن يشُدّ المسلمون الرِّحال من بقاع الأرض كافة إلى المسجد الأقصى؛اقتداءً برسول الله، صلى الله عليه وسلم، وبالحديث النبوي الشريف: “لا تُشدّ الرِّحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى”. ويأتي هذا الأمر تأكيدًا لتعلق المسلمين بالمسجد الأقصى ودعوتهم إلى تحريره، ودعمهم لصمود المقدسيين؛ مراعين أن يتجنبوا في ذلك تقديم أي صورة من صور الدعم للمحتلّين
الدكتور عبدالحليم العواملة –
سفير النوايا الحسنة للسلام وحقوق الانسان
الاتحاد البرلماني الاوروبي متعدد الاغراض