0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
previous arrow
next arrow

جولة سياحيّة جديدة في البرتغال

الاب رفعت بدر

في مدينة السياحة الدينيّة بامتياز، فاطيما، في البرتغال، حططنا الرحال مع خمسمئة شخص من النساء والرجال، قدموا من 48 قطراً حول العالم للمشاركة في المؤتمر الدولي حول السياحة الدينيّة، وهو العاشر من تنظيم منظمة اسيزو البرتغاليّة. إلاّ أنها المرّة الأولى التي يشارك بها وفد أردني تشكّل من هيئة تنشيط السياحة وموقع المغطس والمركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، لا بل اعتبر الأردن البلد الضيف بامتياز، وتمّ تخصيص جلسة خاصة، بعد الجلسة الافتتاحيّة مباشرة والتي تحدثت بها وزيرة السياحة البرتغالية ريتا ماركيز، ورئيسة منظمة?اسيزو ورئيس مزار فاطيما الشهير الأب كارلوس.

تشرّفت بادارة الندوة المخصّصة لمدة ساعة، لأتكلم بمقدمة عن الأردن الأرض المقدّسة، الذي يحتوي على العديد من الأماكن والكنوز التاريخيّة الدينيّة، مسلطًا الضوء على أهميّة السياحة الدينيّة بالنسبة للحاج القادم إلى الأردن، لكي يتلاءم الحديث مع موضوع المؤتمر حول السياحة الدينيّة، وبينت أنّ زيارة الأردن ليست فقط للوقوف عن آثار قديمة، بل هي فرصة للوقوف على الحالة الأردنيّة المميزة في الوئام. ثمّ تحدّث الشاب المعطاء عامر عصام الطوال، مسؤول دائرة السياحة الدينيّة في هيئة تنشيط السياحة، حول أهميّة مسارات وخرائط الحج، ?يث هنالك خط الحاجة الإسبانيّة إيجيريا وخط يوحنا المعمدان… وتخلّل الحديث عرض لصور فائقة الجمال عن الأردن العزيز. وتحدّث من هيئة تنشيط السياحة الشاب أحمد مروان الحمود مذكّرًا بأهميّة الشراكات السياحيّة مع الدول الأوروبيّة مثل اسبانيا والبرتغال، كونهما جسرًا واصلاً مع دول أمريكا الجنوبيّة.

أما المهندس رستم ماكاجيان، مدير موقع المغطس، فقدّم بأسلوبه الشيّق الذي يشتهر به العديد من المعلومات التاريخيّة القيّمة، وربط بين المواقع الأثريّة في الأردن، وموقع المعموديّة – المغطس، وبالأخص بين خارطة مادبا (من القرن الخامس) وموقع المعموديّة. أمّا زكريا العبادي فتحدّث عن الناقل الوطني، الملكيّة الأردنيّة، والتوجهات المستقبليّة.

وما بعد الجلسات الرسمية، جاء دور اللقاءات الثنائيّة بين ممثلي القطاعات السياحيّة المصدِّرة والمستقبِلة، حيث جرى على ما سمعت أكثر من 1350 لقاء على 100 طاولة للقاءات الثنائيّة التي تخطّت كونها جلسات تعارف إلى جلسات رسم لخطط التعاون بين الدول وفاعلياتها السياحيّة.

وخصّصت السهرة الأخيرة لتكون سهرة أردنيّة بامتياز، قدّمت فيها هيئة تنشيط السياحة هدايا للمشاركين من مياه نهر الأردن وطين وأملاح البحر الميت وبروشورات تعريفيّة، وكوفيات أردنيّة، وحلويات جلبت خصيصًا للمناسبة. ومن محاسن الصدف أن تتوافق هذه اللحظات مع يوم ميلاد القديس يوحنا المعمدان الذي عاش في بريّة الأردن، وعمّد السيد المسيح في مياه الأردن، وقتله هيرودس في قلعة مكاور في محافظة مادبا، فكانت المناسبة للحديث أثناء العشاء عن أهميّة هذا القديس الشهيد، ومناسبة للتفكير باحتفال أعمّ له في الأردن في السنوات القادمة، و?الأخص في ذكرى استشهاده التي تقام سنويًّا في التاسع والعشرين من شهر آب من كلّ عام.

في النهاية، ليس الأمر متوقفًا على مؤتمر واحد، ولكن من خلال مشاركتي عبر 25 عامًا مع نشاطات هيئة تنشيط السياحة أقول إنّ الخطط تتطوّر سنويًّا، وأنّ التعافي من بعد فترة الانحسار الكورونيّة سيكون كاملاً مع نهاية العام الحالي بإذن الله، وإنّ القادم السياحي الديني سيكون جميلاً ومزدهرًا. والاتكال على الله وعلى الجهود الطيبة من الفاعليات السياحيّة مجتمعة.

abouna.org@gmail.com

الرأي