عاجل
0020
moasem
002
003
004
005
006
007
008
previous arrow
next arrow

الطلاب ونوعية التعليم

ا يعمل التعليم على زيادة نمو الطلاب فكرياً، وثقافياً، وعلمياً، فهو من أحد أهم أساسات بناء المجتمع وتطوره، ولذلك من الواجب المحافظة عليه، وتوفير جميع الوسائل التي تعمل على نهوضه، فعندما يدرك الطلاب أهمية التعليم، من خلال عائلاتهم، ومدارسهم، ومن ثم جامعاتهم، عندها يحقق التعليم دوره في وجود جيل منهم قادريّن على النهوض في مجتمعهم، والإنجاز في قطاعات العمل المختلفة، ولكن توجد بعض من الأمور، والتي بحاجة إلى أن تتم الإضاءة عليها، في مدارس للبنين موجودة في بعض القرى، لما لها من تأثير على الطلاب، ونوعية التعليم، فما هي هذه الأمور؟، وكيف من الممكن إيجاد حلول جذرية لها؟.
تحتاج بعض المدارس الأساسية الموجودة في بعض القرى، إلى أن يتم النظر لحالها، وتقييم البيئة التعليمية فيها، ولفت انتباهي حول هذا الموضوع لقائي بمعلم يعمل في إحدى هذه المدارس، وقد روى لي موقفاً حصل معه في المدرسة التي يعمل بها، ومع زميل له في مدرسة أخرى، فقد أخبرني بأنه عندما التحق للعمل في المدرسة، كانت حصته الأولى في الصف السادس الأساسي، وبعد أن دخل إلى الصف، طلب من الطلاب إخراج كتبهم، وأكتشف بأن أغلبهم لا توجد كتب معهم، ولم تكن هذه المفاجأة كبيرة، بقدر الصدمة التي حدثت معه عندما طلب من أحدهم قراءة عنوان الدرس، فأجابه الطالب بأنه لا يعرف القراءة والكتابة، وظن في البداية أن الطالب يقوم بالمزاح، ولكنه تأكد أكثر بعد أن طلب من غيره القراءة أيضاً، حتى اكتشف أن أغلب طلاب الصف لا يعرفون القراءة والكتابة!.
وروى لي قصة أخرى حصلت مع أحد زملائه والذي يدرس اللغة الإنجليزية، عندما دخل لصف سيقوم بتدريسه للمرة الأولى، فطلب من أحد الطلاب واسمه ( عادل ) الذهاب للوح لكتابة اسمه باللغة الإنجليزية، فقام بكتابته معكوساً وبحروف عربية ( ل د ا ع )، فقلت له: أعتقد أن الطالب قام بذلك من باب المزاح، ولكنه أكد لي بأن كلام زميله حقيقي، وأن ما فعله الطالب، لا علاقة له بالمزاح أو الفكاهة، وأن الطالب لا يعلم أي شيء عن اللغة الإنجليزية.
إن ما رواه لي ذلك المعلم، هو للأسف جزءٌ من الواقع الموجود في بعض المدارس، ومسؤولية ذلك مشتركة ما بين العائلات والمعلميّن، فعندما لا يتابع الوالديّن أبناءهم دراسياً، ولا يعرفون مدى تقدمهم في المدرسة، ويتركون لهم الحبل على الغارب في التصرف كيفما يشاؤون، عندها يؤدي ذلك إلى عدم القدرة على تربيتهم، وتوجيههم تعليمياً بشكل سليم، أما بالنسبة لدور تلك المدارس والمعلميّن فيها، فببساطة هي بحاجة إلى إعادة تأهيل من حيث توفير بيئة صفية جيدة، من وسائل للتهوية في الصيف، والتدفئة في الشتاء، إلى مقاعد مناسبة للجلوس عليها، وألواح جاهزة للاستخدام، وبعض المعلميّن بحاجة إلى أن يحافظوا على مصلحة الطلاب التعليمية، وذلك من خلال القيام بعملهم على أكمل وجه، والابتعاد عن إغفال الضمير.
يجب العمل على النهوض بنوعية التعليم، من خلال التعاون والتنسيق ما بين عائلات الطلاب، والمدارس، ومديريات التربية والتعليم، والقيام بمتابعة الطلاب باستمرار، والحرص على توفير البيئة التعليمية المناسبة لهم، والتي تجعلهم قادريّن على إدراك المرحلة التعليمية التي يدرسون فيها، ويجب الاهتمام في تقييم أداء المعلميّن بشكل دائم، والإشراف عليهم أكاديمياً، والالتزام بالابتعاد عن أسلوب النجاح التلقائي، دون التأكد من أن الطالب قادرٌ على القيام بأساسيات التعليم، ألا وهي القراءة والكتابة، فعدم إيجاد حلول سريعة لمثل هذه الأمور، يؤدي إلى عرقلة تطور التعليم بشكل إيجابي، فالطلاب بحاجة إلى كفاءة وفاعلية في نوعية التعليم.
مجد مالك خضر
mjd.khdr@yahoo.com