يتمنون أن يكونوا اردنيين
أتمنى ان أكون اردنيا , هذه الكلمات قالها لي شاب قدّر الله لي ان اتعرّف عليه , في زيارة لإحدى الدول العربية , قبل سنة من قيام الثورة في بلده , وزاد عليها انه بعد ان عمل في الاردن لفترة من الزمن , تمنّى من كل قلبه ان يكون مواطنا اردنيا لما عرفه عن الاردنيين من طيبة قلب , وحسن معشر واكرام للضيف , وصدق في التعامل , وعزة نفس , وحبّ للآخرين , والكثير الكثير من الصفات الحميدة , وصادفته وقد عاد للأردن للعمل فيه , وذكّرني بأنه دائما يتمنى ان يكون اردنيا .
واضاف ….لأن الاردن بلد تشعر وانت تدخل من احدى بواباته الجوّية او الارضية او بوابته البحرية , وكأنّك تدخل احسن الدول المتقدمة , ويتجلّى ذلك في تعامل العاملين في هذه البوابات مع زائريه عربا كانوا ام اجانب , واستقبالهم الحسن وكلماتهم الطيبة , وحسن مظهرهم , ثم انك تعبر الاردن من جنوبه الى شماله وقلما يطلب منك ابراز هويتك او جواز سفرك , الّا اذا خالفت امرا يجب ان لا يخالف , ثم ّ انك اذا زرت قراه ومدنه , باديته او حضره , ستجد الكرم وحسن الرفادة واحترام الضيف , وستحس انك بين اهلك واخوتك .
واستمعت اليه وهو يصف الحرية المتوفرة في الاردن وغير المتوفرة في كثير من الدول , وان الانسان أيّا كان موقعه يستطيع ان يتحدث في اي موضوع ويقول راية فيه , ما دام لا يمس الانتقاص من حريّة الآخرين . وقال أنه يتمنى على جميع الاردنيين الاعتزاز بوطنهم , والفخر بكونهم ينتمون لهذا الوطن العربي الهاشمي الاردني , ويباهوا به الدنيا , واستغرب اذا قال احدهم .. وهم قلّة , انه مثلا , لا يتابع أخبار الاردن من التلفزيون الاردني او الاذاعة الاردنية , ولا يتابع المواقع الالكترونية الاخبارية الاردنية , ولكنه يبحث عنها من خلال قنوات اتصال أخرى خارجيّه لأنه يعتقد ان فيها الخبر الصحيح , مع ان سقف الحريّة في الاردن عال و الانسان الاردني , يجب يبقى على صلة مع اخبار وطنه , وأن يظل الاردن في وجدانه دائما .
ولكن على من أتى للأردن ضيفا او عاملا ان يحترم الارض التي استقبلته بترحاب وحنان , وان لا يخالف القوانين والاعراف التي تحكم الجميع , مواطنين ووافدين , وأن يشكر الله الذى قدّر له ان يعيش على ثرى الاردن , كريما عزيزا وكأنه احد ابنائه .
وعلينا نحن الاردنيين ان نفخر بوطننا , وان نترجم ذلك بانتماء صادق لبلد فيه من الحرية أعلى سقف , ومن اللحمة بين ابناء شعبه أقواها, ومن التقدير العالمي ما يجعل وطننا الاردني في مصاف الدول الفاعلة في منطقتنا والعالم .