المصالحه الفلسطينيه خطان متباعدان
بعد ظهور سلطتين سياسيتين وتنفيذيتين للشعب الفلسطيني المحتل ، في الضفة الغربيه بقيادة فتح وقطاع غزه بقيادة حماس ، اصطلح على تسمية مابينهما من خلافات بصراع الأخوه وذلك بعد فوز حركة حماس بالأنتخابات التشريعيه عام 2006 وربما يعود الخلاف الى قيام السلطة الفلسطينيه عام 1994 بحملة اعتقالات لقيادات حركة حماس وهذا يعود الى تمسك السلطه الحاكمه ببنود اتفاق أوسلو سيء الذكر وخاصة ماجاء في ورقة التنسيق الأمني ، ومع انتفاضة الأقصى 28/9/2000 توسعت الهوه بين الفصيلين ( فصيل المفاوضات وفصيل الجهاد ) مما أدى الى اتفاق القاهره 3/2005 وهو اول اتفاق بين الفصيلين ، إلا انه وبعد فوز حركة حماس في اول انتخابات تشريعيه تشترك فيها مطلع 2006 حيث حصلت على اغلبية المقاعد استكبرت فتح هذا الحدث ولم تستوعبه فسارع القيادي في حركة فتح محمد دحلان بتصريحه المشهور بأنه من العار على فتح المشاركه في حكومه تشكلها حماس وكأن فتح تملك صك الغفران بأن تكون المتحكمه بالشعب الفلسطيني ، كما سارع محمود عباس وهو الرئيس للسلطه الفلسطينيه بالأعلان إلزام الحكومه الجديده باتفاق أوسلو ونهج السلام ، وتم تشكيل اول حكومه لحماس 19/3/2006 بعد رفض الفصائل الفلسطينيه المشاركه بالحكومه بضغط من السلطه التي حاولت الأطاحة بها من خلال سحب الكثير من صلاحياتها وخاصة فيما يتعلق بالأمن الذي ألحقه عباس بالرئاسه حيث رفضت الأجهزة الأمنيه التعامل مع حكومة حماس كون عناصرها من حركة فتح ، وكانت كل هذه الأحداث تتسارع في ظل حصار الكيان الأسرائيلي لحكومة حماس الذي أعلن فور فوزها ، مما حذا بحكومة حماس بتشكيل جهاز أمني جديد اطلقت عليه القوه التنفيذيه لتتذرع السلطه ( وهي نفسها قيادة فتح ) بشن حمله واسعه من التشويش والأعتقالات بحق عناصر حماس متزامنه مع حملة اعتقالات اسرائيليه كبيره لنواب حماس في الضفة الغربيه ، هذا الوضع المتأزم ادى الى الأشتباكات المسلحه بين الفصيلين واستمرت الأشتباكات رغم وثيقة المصالحه التي اطلقتها قيادة الأسرى في السجون الأسرائيليه والتي عقد على اثرها مؤتمر الحوار الوطني في 25/5/2006 كما فشلت أيضاً الوساطه القطريه في 10/2006
فشلت محاولة محمود عباس بعد ذلك بالألتفاف على الدستور بدعوته الى انتخابات تشريعيه جديده في 12/3006 بسبب رفض الفصائل الدعوه ، ومع استمرار التوتر على الساحة الفلسطينيه تم توقيع اتفاق مكه في 2/2007 بدعوة ورعاية الملك عبد الله بن عبد العزيز ملك المملكة العربيه السعوديه وكان من اهم نتائجه تشكيل حكومة وحده وطنيه إلا ان الأتفاق لم يكتب له النجاح والأستمرار إلا اسابيع معدوده عادت بعدها الأشتباكات بين الفصيلين المتناحرين على السلطه والمبادئ انتهى بسيطرة حركة حماس على قطاع غزه وهو ماسمي الحسم العسكري وبذلك تحول الأنقسام السياسي الى انقسام سياسي وجغرافي واداري وهرب قادة السلطه بمن فيهم قادة الأجهزه الأمنيه في فتح الى الضفة الغربيه ومصر واسرائيل ليعلن بعدها عباس إقالة حكومة اسماعيل هنيه وهي الحكومه الشرعيه المنتخبه وتكليف سلام فياض بتشكيل حكومه جديده في رام الله وأعلن عباس كذلك تجديد ولايته بالوضع القائم في 6/2007 بدون مجلس تشريعي ، ومع استمرار الأنقسام والحصار المفروض على غزه والعدوان الأسرائيلي المستمر على غزه عقد المجلس التشريعي جلسته بتاريخ 6/10/2008 وقرر إعتبار ولاية عباس منتهيه حسب الدستور بتاريخ 9/1/2009 في حال تعذر إجراء الأنتخابات ، إلا انه وقبل الموعد قامت اسرائيل بشن هجوم كاسح على غزه وماسمي حرب الفرقان بتاريخ 28/12/2008 وكان بمثابة حرب إباده للشعب الفلسطيني في قطاع غزه وقد كان هدف هذه الجرب الأول القضاء على حركة حماس والمقاومه المسلحه للمحتل ليعود عباس بسلطته الى القطاع وقد توقفت الحرب في نفس تاريخ انتهاء ولاية محمود عباس والجدير بالذكر هنا ان ليفني العاهره الصهيونيه وزيرة خارجية اسرائيل وقتها قد اعلنت عن الحرب من وسط القاهره وكان عباس مؤيداً للحرب على أمل القضاء على حماس وعودة سلطته الى غزه ، بعد انتهاء الحرب بما خلفته من دمار وشهداء وجرحى تحركت الدبلوماسيه المصريه لتطرح الورقه المصريه للمصالحه بين الفصيلين في 9/2009 ونطراً لأنحياز مافيها من بنود لحركة فتح قامت فتح بالتوقيع عليها مباشرة بينما طلبت حماس وقتاً لدراستها الذي قوبل بالرفض المصري ليستمر الأنقسام والخلاف على ماهو عليه ، بعد ذلك عقد لقاء بين قيادات من فتح وحماس في دمشق 11/2010 إلا انه لم يكتب له النجاح ، وفي ظل اجتياح عواصف الخريف العربي الدامي للوطن العربي كان لابد من الضغط من الشعب الفلسطيني وبعض العواصم العربيه لتحقيق المصالحه فكان توقيع وثيقة الوفاق الوطني بين الفصيلين وقد تم الأحتفال بتوقيعه بالقاهره في 4/5/2011 إلا ان هذه الوثيقه كان مصيرها الفشل الذي اصبح عنوان كل اتفاقيلت المصالحه ليستمر الأنشقاق وتبادل الأتهامات بين الفصيلين حتى جاء اعلان الدوحه الموقع من قبل محمود عباس رئيس السلطه الفلسطينيه ( زعيم فتح ) وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس برعاية الشيخ حمد بن خليفه أمير قطر وكان من اهم بنوده التأكيد على تفعيل وتطوير منظمة التحرير الفلسطينيه ( التي تعاني من غيبوبة مزمنه بسبب هيمنة السلطه الفلسطينيه على الساحه الفلسطينيه ) من خلال تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني بالتزامن مع انتخابات رئاسيه وتشريعيه وكان مصير الأعلان سلة الفشل ، وأعيدت الكره مرة أخرى وبرعايه مصريه تم الأجتماع بين عباس ومشعل في 9/1/2013 بالقاهره تم فيه مناقشة سبل تنفيذ وثيقة الوفاق الوطني الموقعه بالقاهره في 5/2011 أعقب الأجتماع اجتماع جمع ممثلين عن الحركتين في 14/5/2013 في القاهره لدفع عجلة المصالحه ورغم ظهور بوادر الأنفراج بعد التوقيع بزيارة وفد من سلطة فتح في رام الله الى قطاع غزه وتشكيل حكومة جديده إلا ان المصالحة الحقيقيه كانت وهم وفشل ذريع ، بعد كل هذه المخلفات من الصراع بين السلطه وان صح التعبير بين فتح وحماس تظهر حقيقة واحده هي سبب الخلاف بين السلظة بقيادتها الممثله برئيسها محمود عباس وبين جركة حماس وهي تمسك محمود عباس بالتنسيق الأمني مع الكيان الأسرائيلي المحتل وتمسكه بمبدأ المفاوضات لأنهاء الأحتلال الأسرائيلي مع نبذه لمبدأ الكفاح المسلح مع تمسك حركة حماس بمبدأ الكفاح المسلح لأنهاء الأحتلال ونبذ المفاوضات وهذان خطان يسيران بتباعد ولن يلتقيان ، ليبقى الشعب الشعب الفلسطيني يدفع الثمن في الضفة الغربيه نتيجة التنسيق الأمني كما يدفع الثمن في غزه نتيجة الحصار