0020
moasem
002
003
004
005
006
007
008
previous arrow
next arrow

عيارات نارية طائشة

 
 يعد الاحتفال من العادات التي يلجأ إليها الناس للتعبير عن سعادتهم، وفرحهم، ويتم دعوة الأقارب، والأصدقاء، للمشاركة فيه، ولا تخلو الاحتفالات، بعضاً من العادات والتي تكون جزءاً لا يتجزأ من المظاهر التي ترافق الاحتفال، وتتنوع هذه العادات بين السلبية والإيجابية، ويعتبر إطلاق العيارات النارية، من العادات السلبية، والتي يعتبرها بعضٌ من الناس، رمزاً من الرموز التي ترافق احتفالهم، واضعين الحيطة والحذر على رف النسيان، متجاهلين مدى الخطر الكبير لها، فإلى متى سيظل إطلاق العيارات النارية منتشراً في الاحتفالات؟.
مع إعلان نتائج الثانوية العامة، بدأت المفرقعات، والعيارات النارية، تخترق السكون والهدوء، لتشكل إزعاجاً، وخطراً كبيراً يؤدي إلى نتائج لا تحمد عقباها، فنجد بعضاً من الأشخاص لا يترددون في رفع أسلحتهم وإطلاق الرصاص ابتهاجاً، غير مهتمين بأن تصيب إحداها، شخصاً ما، وتؤدي إلى وفاته فوراً، أو في التسبب بتعرضه لإصابة جسدية متفاوتة درجات الخطورة، فيكون لتغييب التفكير، والعقل، سبيل في استبدال السعادة التي تحل نتيجة لأي مناسبة، إلى حزن وألم، بسبب إصرار مطلق الرصاص، في التعبير عن فرحه، بإطلاق العيارات النارية كيفما اتفق.
من المؤلم سماع، أو قراءة الأخبار المرتبطة بالوفيات والإصابات نتيجة العيارات النارية الطائشة، بسبب التعبير عن فرح، في حفل للزفاف، أو نجاح في الثانوية العامة، أو التخرج من الجامعة، وأذكر قصة الطفلة التي أصيبت بعيار ناري مجهول وهي تمشي مع أهلها، والشاب الذي أصيب بعيار ناري في حفل تخرج صديقه، وكثيرة هي القصص التي ارتبطت بذلك التصرف السلبي، والغير العقلاني، والذي يظن فاعله بأنه شارك في الاحتفال، بتباهيه في حمل سلاحه مهما كان حجمه، وتوجيهه في كل حدب وصوب، والضغط على زناده مخرجاً العيارات النارية، ومستمتعاً بكمية الرصاصات التي تخرج منه، وبأصوات الصراخ الخائفة من حوله والتي تكون أغلبها لأطفال.
يجب أن يكون التعبير عن الفرح، بأسلوب حضاري، وأن يتم تجنب إزعاج أو إلحاق الأذى في الناس، فالإزعاج الغير مبرر، يعد مظهراً سلبياً أيضاً، ولا يقل خطورةً عن العيارات النارية، وخصوصاً عندما يرتبط بأصوات أبواق السيارات المزعجة للمحتفلين من الشباب، في ساعات متأخرة من الليل، وما ينتج عنها من إقلاق لراحة الناس، عدا عن التصرفات الغير واعية التي تصدر من أولئك الشباب، كإخراج أجسادهم من نوافذ السيارات، أو القيام بحركات بهلوانية بها، فيؤدي كل ذلك إلى تعرضهم وغيرهم من الناس إلى خطر كبير، فعندما يبدأ الاستهتار في التصرف، تنتج الحوادث، وقد يمتد أثرها السلبي إلى وقت طويل.
إن إيجاد الحلول المناسبة، لإنهاء ظاهرة العيارات النارية، التي تؤرق الناس، وتؤدي إلى التسبب بالأذى لهم ولممتلكاتهم، يساهم في الحد من انتشارها، فيجب أن يتذكر ممارسو هذه العادة السلبية، بأنهم لا يرضوا إلحاق الضرر بأنفسهم وبممتلكاتهم، فكيف يرضوا أن يلحقوه بغيرهم؟، ويجب أن يحترموا الناس، وحسن الجوار، وأن يقدروا حقوق جيرانهم عليهم، وكل شخص قد تتم إعاقة حياته اليومية بسببهم، وذلك يساعد في عدم تحويل الفرح إلى ترح، والسعادة إلى تعاسة، بسبب عيارات نارية طائشة.
مجد مالك خضر
mjd.khdr@yahoo.com