أزمة الكتابة وكتابة الأزمة
ذات يوم كتبت مقالاً وأرسلته (للبلقاء نت) كالعادة،وأخطرت صديقي -الناشط الإعلامي والكاتب اليائس -(غفار ابو السمن) بالمقال ليتم نشره في أقرب فرصة، قال لي غفار بسرعة: أما زلت تكتب في هذه الأيام البائسة؟! أستغرب حقا كيف تكتب! يا صديقي لم يعد هناك ما نكتب عنه!
قلت: حقا لم يعد هناك ما نكتب عنه، فالأحداث تتداخل في الأحداث بسرعة الضوء،وتتمازج الآراء كما تتمازج ألوان قوس قزح بالغيم والمطر والطين ..نعم غفار معه حق !
فكل وجهات النظر أصبحت عاديَّة، كصناديق البندورة المطلوبة والمهملة في ذات الوقت.
كل التحليلات المستبعدة، أصبحت قريبة كضوء الشمس،ومظلمة وقاتمة بسرعة كإغلاق الجفن على بؤبؤ العين لنتصور العتمة!
القِيَمُ أيضا أصبحت تتراكم “كشوالات ضخمة وخفيفة” يستطيع حملها العتَّال والمقعد وتنادي بها مومسٌ مزروعة في كل زاوية عبر الأثير.
والأخلاق جزءٌ من ملحمةٍ تاريخيةٍ، مليئة بالهرطقات التي تفتقر الى الأدلة.
وهناك دمٌ أحمرُ ينسابُ كالمطر الهاطل ليلاً، وتشربه الساحات والأودية والأزقة والخرائب المنسية، وينبت من سيول الدم الأحمر عُشبٌ أخضرُ ومزارع درَّاقٍ وغابات كثيفة تسد الأفق، هكذا قال أحدهم ذات مساء في (خبرٍ عاجل) .
والأكثر عجباً رجلٌ ببزة عسكرية مملوءة بالدبابيس، يظن بأن كل من يَسُبُّ ظالما يعنيه هو ويدافع عن نفسه بالمزيد.
كثير من الإختلاط وقليل من الفرز، وكثير من الأنصار وقليل من الأنصار وشرق وغرب،وشمال تائهٌ وجنوب لَفَّهُ النسيان، ومفتي السلطان يبحث عن مفتاح فتوى، تؤهله للاستقرار في قعر جهنم، فقد كان كثير التقلُّب، حتى انقلبت لديه مفاهيم الوعد، الى مفاهيم الوعيد.
ويافطات من قماش الأكفان، تحمل التهاني بالعيد عَلَّقَها أشخاصٌ كل غايتهم أن يستعيدوا ثمن اليافطات بعد حين، فرآهم أشخاص آخرون وقلَّدوهم واشتكت الأعمدة البائسة وإشارات المرور والمارة من كثرة اليافطات،وأقسموا أن البروتكول يقتضي هذه الحال، ولم تتنبه البلدية الى أن الكذب، يُعْتَبَرُ من النفايات الضّارة للبيئة.