(امتحان التوجيهي من الظالم والمظلوم..؟)
“بسم الله الرحمن الرحيم”
كتب:عاهد العظامات
(امتحان التوجيهي من الظالم والمظلوم..؟)
تعمدتُ كتابة هذه الماده بالتزامن مع قرب اعلان حصاد السنين لطلبة الثانويه في دورتها الصيفيه لهذا العام والتي قد شارفت على انتهاءُ عقدها في النصف الاول من شهر رمضان المبارك وسط رضى وعدمه من قبل اوساط الشارع الاردني على الاجراءات التشديديه التي اتخذتها وزارة التربيه والتعليم ممثله بنائب رئيس الوزارة وزير التربيه دكتور محمد الذنيبات,فمنذُ استلام معاليه مهام عمله الوزاري نشب الخلاف بين اوساط الشارع الاردني فمنهم من يؤمن بما قدمه هذا الرجل للعمليه التعليميه في الاردن مؤيداً الاجراءات المتخذه من لدنه والتي حافظت على نزاهة وشفافية هذا الامتحان الوطني وأهم هذه الاجراءات هي كان الحزم في عملية منع ما يُسمى بالغش الذي كان طريقا لأغلبية الطلاب للوصول الى الجامعات وإحتلال مقاعد فيها دون وجه حق محصلين بواسطتها على معدلات مرتفعة تؤهلهم لاختيار تخصصات هم غير كفوء لها .ففي الاربع فصول الاخيره والتي قام على أجرائُها معالي الذنيبات مع فريق تشاركي متكامل شهد هذا الموضوع ضجه غير اعتاديه بين اطياف واوساط المجتمع الاردني فهذا ان دل على شئ دل على ان الغش هو المنقذ والمنفذ الوحيد الذي سعى بواسطته البعض مما يدفع هؤلاء لكراهة محاربته او اخفاءُ ظاهرته
ومن هنا ترسخ في اذهانُنا الدور الذي قام به وزير التربيه لاصلاح العمليه التعلميه والمضي بها لتصل لمستويات عاليه من شأنها ان تثمر جيلاً متمتعاً بالعلم والمعرفه الكافيه لتسطيع هذه الاجيال من الوقوف جنباً مع الوطن في ازدهاره وتقدمه والابتعاد عن ما يشوب هذا الامتحان والتي هي طريقاً يتخذُها اغلبية الطلبه في الوصول لمستقبل زائف على حساب الغير من المتفوقين.فحديثُ معالي الدكتور الذنيبات كان واقعياً عندما تحدث في احدى الصحف المحليه ان الجامعات اصبحت تحوي “ما هب ودب” وتساوي بين المتميز والمقبول و بين الأُمي ومن لا يعرف كتابة اسمه الرباعي.وهذا ما جعلنا ويجعلُنا نشدُ على الآيادي التي تسعى جاهدة لاعادة المنظومة التعليميه لمسارُها الصحيح التي شهدت في الآونة الاخيرة تدحرجاً وابتعاداً عن طربق الصواب
لكي نكون منصفين فيما نكتب فمن واجبنا ان نذكر السلبيات التي اراها في بعض القرارات التي يتخذُها معالي الوزير فبغض النظر عن الموضوع الذي نتفق عليه جميعنا ونقف صفاً واحدا معه ألا وهو منع الغش ومحاسبة هواميره ومنفذيه,إلا اني اُخالفه في بعضُ ما اُتخذه من اجراءات كانت من وجهة نظري يجب ان تكون أكثر رحمه على طلابنا ولا اقصد هنا الاميون الذين لا يفقهون القراءة والكتابه
من هنا فانني اسأل من هو الظالم ومن المظلوم……؟؟؟
فالوزارة عندما تقوم بوضع أسئلة يعجزُ عن حلها دكاترة الجامعات..فاني أسأل من الظالم ومن المظلوم؟؟.
عندما يدخل رجال الامن لممرات القاعات التي تقام بداخلها الامتحانات..فمن الظالم ومن المظلوم ؟؟ بل من المسؤل ؟؟ فبتأكيد هم اخواننا وابنائُنا وحماة وطننا ولكن من المفروض ان تقوم الوزاره بدورها في السنوات القادمه وتجزم وتمنع رجال الامن من دخولهم قاعات الامتحان الوطني.
عندما تطغى المصلحه الماديه على المصلحة العامة للطالب في ايصال المعلومه الصحيحه و بالشكل المطلوب ليعود النفع المادي على البعض,وليس خدمة للوطن والمجتمع .أسأل من هو الظالم ومن المظلوم؟؟ بل من المسؤل؟؟.
عندما يصل الطالب الأُمي لامتحان الثانويه العامه هنا أسأل ما هودور المعلم الذي عن طريقه يصل هذا الطالب لمرحلة الثانويه العامه.
عندما تتجاوز نسبة الطلبه الأُميون في مدارسنا الى”22%” وتقدر بحوالي مئة الف طالب لا بد ان أسأل من الظالم ومن المظلوم ؟؟ بل من هو المسؤل؟؟.
عندما تلعبُ الاسره دوراً مهماً في تشيجع طالب الثانويه العامه للاتكال على اساليب توصله الى غايته دون جهد أو تعب و عناء أسأل من هو الظالم ومن المظلوم؟؟.
من الواضح للجميع ان الخطط والبرامج الشامله التي وضعتها وتحدثت عنها لجان وزارية سابقة طيلة اعوام مضت لم تكن إلا حبراً على ورق تتلف وتتغير كلما تغير رجالاتها في كل مرة يعتلي وزيرا جديدا دفة المسؤليه لوزارة التربية , مما أدى لتراجع كبير وحاد باساسيات التعليم وبُنيته في المملكه.فهل الخطة القادمة التي وضعتها التربيه والتعليم ستكون مجديه لايصال التعليم في الاردن لمرحله جديده من الازدهار..والرفعة ؟؟
هل آليات التدريس التي ستتبُعها الوزارة في السنوات القادمة ستثمر للوطن جيلاً معرفياً قادراً على المضي به الى طريق التقدم والازدهار ومنافسة الدول المتقدمه وذلك لان التعليم هو لبنة من لبنات التي تُبنى عليها المجتمعات .
ان إعادة المنظومه التعليميه في الاردن لمسارها الصحيح تكمن في تعزيز دور المعلم وهذا ما جاء في الخطه الشامله لوزارة التربيه والتعليم لهذا العام فهل ستُعاد للمعلم هيبته وكرامته التي سُلبت منه داخل الغرفه الصفية وخارجُها.هل ستكون هناك قوانين رادعة لحمايته مما يتعرض له من ضرب وشتم وتنكيل وتقليل من قيمته وقدره من قبل البعض من الطلاب..وفي الوقت نفسه فان الطالب يحتاج من المعلم ان يكون كفؤاً في ايصال ما يحتاجه من معلومة دقيقه وصحية تساعده في دينه ودنياه
فالواجب على الوزاره ان تقوم بواجباتُها لكوادرها التعليميه ولطلبتها على أكملُ وجه
اما المدرسة فهي البيت الثاني للطالب لذا فمن واجبها وهيئتها التدريسيه بما كُلفت به لتوفير بيئة مدرسية تعليمية تمكن خلالها المعلم من إيصال المعلومه بسهوله وفهم للطالب وبإسلوب حضاري .
أما الواجب الحتمي والمهم الذي لا بد ان يقوم به الطالب وذويه فيكمن في ادراكم واستيعابهم بان الوطن يحتاج لثمرة من الاجيال المعرفيه المتنوره التي تمتلك سلاح العلم لتقود الوطن الى مستقبل واعد بابناء واجيال يفخر بها امام العالم أجمع والذي سنصلُ من خلاله الى ما يطمعُ به اردننا وما يريدهُ شعبه وهذا لن يكون بابتكار اساليب سيئة تقودنا الى ما لا تحمدُ عقباه .
فتأيدنا للذنيبات او مخالفته الرأي و التصدي لقراراته لن يفيدنا شيئا.بل المفيد هو ان نعمل بجديه لنصل بوطننا الى بر الامان .
فان فعلنا وقمنا بما يتطلب منا من واجب بكل ما نسطيع ان نجود به في سبيل تحقيق المعجزات
. فلن يكون هناك لا ظالماً ولا مظلوماً
وامنياتي التوفيق للجميع
الكاتب عاهد الدحدل العظامات