عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

الحياصات يكتب: ‏تعرفة الكهرباء الجديدة صدق أم تضليل

وكالة الناس ــ أنا مواطن أردني استهلك في الأشهر العادية 400 كيلو واط ساعة (ك. و. س.) وهي ثمانية أشهر في السنة. أما في ‏أشهر الشتاء الاربعة، فأنني اعتمد على المكيفات أو مدافئ الكهرباء فاستهلك شهرياً 1000 (ك. و. س.). وبمعادلة ‏بسيطة فإن مجموع استهلاكي السنوي 7200 (ك. و. س.) وبمعدل شهري 600 (ك. و. س.).  بمعنى أنه حسب ‏التصريحات الرسمية المتكررة فإنني اعتبر ضمن الــ 93% من المستهلكين الذين لن تتأثر فواتيرهم بالتعرفة الجديدة والتي ‏ستطبق بعد عدة أيام. وهذا النمط من الاستهلاك هو واقعي لكثير من الاردنيين، بمعنى ان فاتورة استهلاكهم في ‏الأشهر العادية لن تتأثر، لكنها ستصبح كبيرة جداً في فصل الشتاء. وعليه فإن القول بأن 93% من المشتركين لن ‏يتأثروا في التعرفة الجديدة هو قول غير صحيح (حتى لا أقول بأنه يحمل تضليلاً مقصوداً). وعملياً فإنني في أشهر الشتاء ‏الأربعة سأضطر لدفع مبالغ إضافية  حسب التعرفة الجديدة لم اكن أدفعها وفق التعرفة الحالية.‏

كان ينبغي عند احتساب نسبة الذين لن يتأثروا أن يؤخذ بعين الاعتبار الاستهلاك الفعلي لهم شهراً بشهر وليس معدل ‏استهلاكهم على مدار العام. وبتقديري أن نسبة غير المتأثرين لن تزيد عن 60% وفق التعريف الدقيق والعلمي لمن ‏سيتأثر (في أفضل السيناريوهات) وربما لن تصل إلى50% (وفق سيناريوهات أخرى).‏
السؤال الآخر الذي يستحق الإجابة أيضا، لماذا لا تكون الارقام دقيقة؟ هل لو كانت النسبة الحقيقية 60% فإن تمرير ‏مثل هذه التعرفة سيغدو أكثر صعوبة وكلفة واقناعاّ للرأي العام؟ ‏
وفق تصريح (رسمي)، فإن بيع الـــ (ك. و. س.) للبنان الشقيقة سيكون بــِ 79 فلس وهذا يشمل ويعني ضمناً  توليد ‏ونقل الكهرباء وهامش الربح لشركات التوليد وللناقل الوطني وهي شركة الكهرباء الوطنية (دون التوزيع)، فإذا ما ‏أضفنا كلفة التوزيع وهامش شركات التوزيع، فإن كلفة الكهرباء لن تزيد عن 95 فلساً لكل (ك. و. س.).  بمعنى أن ‏أي مبلغ فوق الــ 95 فلس هو ربح إضافي تحققه عملية بيع الكهرباء. وبالتالي فإنَّ الحديث عن الدعم على فاتورة الكهرباء ‏لمن يدفعون 95 فلس وأكثر لكل (ك. و. س.) هو حديث مشكوك فيه ولا يتفق والواقع (أذا ما سلَّمنا جدلاً بأن 79 ‏فلس اعلاه هو رقم دقيق). ‏
ومع ذلك تبقى مديونية الكهرباء الوطنية لغزاً وطنياّ لا يعلمه الّا الله والراسخون في العلم.‏